الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر..."

السؤال

السلام عليكم ورحمت الله وبركاتهجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع الفائدة ، وثبتكم الله على الحق وفتح عليكموسؤالي هو في الحديث..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته ، فإناستطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا) رواه البخاري في كتاب التوحيد رقم 7434أرجوا بيان معنى الحديث .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن هذا الحديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم ، ونصه -كما في البخاري عن جرير بن عبد الله-قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة ، يعني: البدر ، فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ، وقبل غروبها ، فافعلوا.." الحديث.
وهو يدل على رؤية المؤمنين لله تعالى يوم القيامة بلا شك ولا ارتياب ، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، قال في عون المعبود: (إنكم سترون ربكم) أي يوم القيامة (لا تضامون) قال الخطابي في المعالم: هو من الانضمام ، يريد أنكم لا تختلفون في رؤيته حتى تجتمعوا للنظر) وقال: وقد رواه بعضهم بضم التاء ، وتخفيف الميم ، فيكون معناه على هذه الرواية: أنه لا يلحقكم ضيم ، ولا مشقة ، في رؤيته).
وقوله: "فإن استطعتم أن لا تغلبوا" ، قال ابن حجر في فتح الباري: (فيه إشارة إلى قطع أسباب الغلبة المنافية للاستطاعة كالنوم ، والشغل ، ومقاومة ذلك بالاستعداد له .
وقوله: " قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" ، قال في عون المعبود: (يعني الفجر والعصر ، وخص بالمحافظة على هاتين الصلاتين الصبح والعصر لتعاقب الملائكة في وقتهما ، ولأن صلاة الصبح وقت النوم ، وصلاة العصر وقت الفراغ من الصناعات ، وإتمام الوظائف ، فالقيام فيهما أشق على النفس).
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني