الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تهذيب النفس إذا أرادت الرجوع إلى المعاصي

السؤال

كنت أرتكب ذنبا ثم ابتعدت عن طريقه و تبت إلى الله. وبعد 8 أعوام أجدني أوشك على الرجوع إليه، و آلمني ذلك كثيرا...لا أقول إنني وقعت فيه حقا لكنني كنت قد عزمت على بعضه وسعيت له و كنت سأفعله لولا أن سترني الله و لم يرض لي السقوط ثانية . هل تقبل توبتي من جديد؟هل أدعو الله أن يعافيني و يبعد عني الذنب؟وهل كون الله جنبنيه هذه المرة هل يعني ذلك أنه تاب علي؟لا تتركوني أرجوكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يوفقك للتوبة الصادقة وأن يرزقك الاستقامة على طريق الحق، ويبعدك عن كل المعاصي والآثام، وقد فصلنا شروط قبول التوبة في الفتوى رقم: 5450.

وعليك أن تجتهدي في دعاء الله تعالى والتضرع إليه في سبيل أن يجنبك المعاصي ما ظهر منها وما بطن، وأن يمن عليك بالتوبة الصادقة ويوفقك للاستقامة، واغتنمي الأوقات التي تظن فيها استجابة الدعاء كثلث الليل الأخير وأثناء السجود وبعد الصلوات المكتوبات.

واعلمي أن العزم على فعل المعصية والسعي لذلك يعتبر معصية، فعليك بالسيطرة على النفس إذا دعت إلى الرجوع إلى المعصية وأن تبتعدي عن كل ما يؤدي إلى الوقوع فيها مستشعرة عقوبة المعصية وما يترتب عليها من سخط الله تعالى ومقته مع احتمال أن يفاجئك نزول الموت وأنت مقيمة عليها فتندمي حين لا ينفع الندم، وراجعي الفتوى رقم: 32048. والفتوى رقم: 71920.

ومن علامات قبول التوبة أن يكون العاصي أحسن حالا منه قبل فعلها، وبالتالي فلا مانع من أن تكون عصمتك من الذنب المذكور وسلامتك من الوقوع فيه دليلا على قبول توبتك السابقة، وراجعى الفتوى رقم: 5646.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني