الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا أنت مسلم وماذا قدم لك الإسلام

السؤال

لقد دخلت في حوار مع شخص مسيحي فسألني لماذا أنت مسلم؟ وماذا أعطاك الإسلام؟ أرجو منكم الرد على هذا الكلام وأتمنى أن يكون الرد بالإنجليزية لأني أريد أن أعطيه جوابا يخرسه.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

كل شيء في هذا الكون يجعل المسلم يقتنع بهذا الدين العظيم؛ لأنه الدين الوحيد الذي يعطي الطمأنينة للقلب، والسعادة للنفس، ويقنع العقل بصحته.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن إيمان المسلم بدينه يجب أن يكون عن قناعة عقلية تامة لا يتطرق إليها شك؛ لأنه ليس عن تقليد أعمى كما في بعض الأديان التي تقول لأتباعها: اغمض عينيك واتبعني.. ؛ فقد أعطى الإسلام لأهله طمأنينة القلب، وسعادة النفس، وقناعة العقل بأنه دين الله الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..

وقناعة المسلم بدينه نابعة من كونه: هو دين الله الذي توالت رسل الله جميعا للدعوة إليه من عهد أبي البشرية آدم ومرورا بأنبياء الله كلهم إلى أن انتهى الأمر إلى محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن نضج العقل البشري بتوالي الرسل إليه وتراكمت عليه التجارب التاريخية..

ونابعة أيضا من: ملاءمة هذا الدين العظيم لفطرة الإنسان وتلبيته لحاجاته المادية والمعنوية وانسجامه مع عقله في عقائده وعباداته وأخلاقه ومعاملاته وأحكامه كلها.

ونابعة كذلك من: أن هذا الدين لم يأت إلا بما تشهد به العقول السليمة، أو بإمكانها أن تدركه.. ولا يأت بماهو مستحيل عقلا أبدا، بخلاف غيره من الأديان التي حشيت بالباطل وبالخرافات والأوهام والترهات.

ولذا فإن إيمان المسلم يزداد يوما بعد يوم؛ فكلما تقدم العلم وتجددت المعارف وظهرت الاكتشافات.. ازداد المسلم إيمانا بهذا الدين العظيم ؛ فالاكتشافات العلمية كلها تأتي مؤيدة وملائمة لدين الإسلام مصداقا لقول الله تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. {فصلت53}.

وقوله تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ. {النحل:89}

فكل شيء في هذا الكون من حولنا يجعل المسلم يرفع رأسه عاليا ويقول بصوت مرتفع: أنا مسلم؛ لأن كل شيء في هذا الكون يشهد بصحة الإسلام وعظمته..

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني