السؤال
أنا حديث عهد بالالتزام، ولما عرفت بأنه لا يجوز مصافحة المرأة الأجنبية اضطررت أن أتخلف عن زيارة بعض أقاربي وخصوصا تلك التي يكثر فيها النساء, حتى لا أقع في موقف محرج, علما بأن أقاربي لن يتقبلوا مني هذا التصرف وسيعتبرونه تطرفا وتشددا في الدين، فما العمل ؟ أنا مخير بين زيارة بنات العائلة وبين التهرب من الزيارة. وشكرا...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
اعلم أخي الفاضل أن نعمة الطاعة نعمة عظيمة، فاحمد الله الذي شرح صدرك للالتزام ونحن نهنئك على هذا التوفيق ونرجو الله لك التثبيت.
وأما عن سؤالك فاعلم أنه من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس كما يفيده حديث الترمذي، فثق دائما يا أخي أن العاقبة للتقوى، وأما تركك لزيارة أقاربك خشية الوقوع فيما حرم الله أو التعرض لانتقادهم, فلا حرج في ذلك ما لم يتوقف عليها صلة الرحم بحيث يمكن أن تصلهم بغير الزيارة، أما إذا توقفت عليها صلة الرحم فعليك بزيارتهم مع الامتناع من مصافحة النساء غير المحارم لك، فإن استجابوا لذلك فالحمد لله، وإن لم يستجيبوا فلا يضرك شيئا قد يتضايقون بعض الوقت لكنهم سيعلمون بعد ذلك أنك على حق ويقرون لك بذلك.
نسأل الله لك الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد، وأن يوفقنا جميعا دائما للخير إنه ولي ذلك والقادر عليه، وراجع الفتوى رقم: 71338، والفتوى رقم: 2412، والفتوى رقم: 59396، والفتوى رقم: 31780.
والله أعلم.