السؤال
ماحكم الهلوسة الجنسية: أعني بذلك أنني أتمتع بشيء كالنكاح وأنا وحدي مع ؟؟وجزاكم الله خيرا.
ماحكم الهلوسة الجنسية: أعني بذلك أنني أتمتع بشيء كالنكاح وأنا وحدي مع ؟؟وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله – جل وعلا – قد أمر بحفظ الفرج إلا عن الزوجة أو ملك اليمين، وبين سبحانه أن ذلك من صفات المؤمنين، وأن من لم يحفظ فرجه عن زوجته أو سريته لا لوم عليه، أما من ابتغى وراء ذلك فهو من العادين، قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون َ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:7}.
ومن هنا نعلم أن كل ما وراء ذلك من الزنا واللواط والسحاق والاستمناء والألعاب الجنسية كل ذلك محرم.
والله سبحانه إذا حرم الشيء حرم أسبابه وما يدعو إليه وهذه هي قاعدة "سد الذرائع " التي اتفق عليها جمهور علماء المسلمين.
ومن المعلوم أن التفكر في الشيء وتخيله وتحديث النفس به سبب عظيم للتعلق بالشيء وفعله، ولذا فإن هذه التخيلات التي تتخيلها أيها السائل غير جائزة لأنها سبيل من سبل الوصول للمعصية وتعلق القلب بها وربما طلب مواقعتها في المستقبل.
وقد تحدث الفقهاء عن بعض هذه التخيلات والأوهام، وذكروا صورا منها ونصوا على حرمتها، فقال ابن مفلح الحنبلي: وقد ذكر ابن عقيل وجزم به في الرعاية الكبرى: أنه لو استحضر عند جماع زوجته صورة أجنبية محرمة أنه يأثم..
وقال ابن عابدين الحنفي في هذه المسألة: والأقرب لقواعد مذهبنا عدم الحلِّ، لأن تصور تلك الأجنبية بين يديه يطؤها فيه تصوير مباشرة المعصية على هيئتها.
وبالغ ابن الحاج المالكي في تحريم هذه الصورة حتى عدها صورة من صور الزنا فقال: ويتعين عليه أن يتحفظ على نفسه بالفعل، وفي غيره بالقول من هذه الخصلة القبيحة التي عمت بها البلوى في الغالب، وهي أن الرجل إذا رأى امرأة أعجبته، وأتى أهله جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها، وهذا نوع من الزنا، لما قاله علماؤنا فيمن أخذ كوزاً من الماء فصور بين عينيه أنه خمر يشربه، أن ذلك الماء يصير عليه حراماً، وهذا مما عمت به البلوى.
وقال العراقي الشافعي في كتاب (طرح التثريب): ونحوه لو جامع أهله، وهو في ذهنه مجامعة من تحرم عليه وصور في ذهنه أنه يجامع تلك الصورة المحرمة، فإنه يحرم عليه ذلك وكل ذلك لتشبهه بصورة الحرام. والله تعالى أعلم.
ولذا فإنه يتحتم عليك أيها السائل حفظ قلبك وأفكارك، عن مثل هذه الخواطر الشيطانية الرديئة، ولاسيما إذا انضم إليها عمل استمناء فلا يستفيد الإنسان منها إلا اكتساب العصيان واتباع الشيطان.
وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 15558.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني