الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قراءة تفاصيل أجسام الفتيات على النت من استدراج الشيطان

السؤال

اعتذر لفضيلتكم عن ذكر مقدمة لسؤالي سبق لفضيلتكم الإجابة عليها وهي أني تعرفت على فتاة عن طريق النت وعرضت عليها الزواج ولكن والدتها اعترضت لظروفي أنا حيث إني مريض ومتزوج وأود أن أوضح لفضيلتكم أن كل رغبتي كانت في زوجة تعينني بصدق على طاعة الله حيث إن عندي فراغا كبيرا جدا لأني لا أغادر المنزل...
وباختصار فقد عاهدتني هذه الفتاة أنها سترفض أي خاطب حتى يوافق أهلها على زواجها مني لأنها أقنعتني بأنها لا تريد إلا الجنة بخدمتي - على حد قولها والله باعلم بنيتها - المهم وقد تعرفت هي إلى شاب من النت بنفسها مما يدل على سوء نيتها ناحيتي وبعد فترة من خطبتها له أخبرتني أنها تركته - بالخداع لأنها تم عقد قرانها له - حتى أخبر زوجتي من جديد إني أريد أن أتزوج هذه الفتاة وتحدث بيني وبين زوجتي وقيعة إذا رفضت الفكرة.
ولكن ولله الحمد زوجتي لم تعترض بل قالت هذا شرع الله واتصلت بالفتاة وأخبرتها بنفسها أنها توافق على زواجنا ففوجئت زوجتي أن الفتاة تم عقد قرانها وأنها كانت خدعة.
هذا كله باختصار ما سبق أن أرسلته إليكم واتضح أن خطيب هذه الفتاة هو الذي دخل بايميلها على النت وتحدث إلى زوجتي لكي يعرف رقم تليفونها ولكن لم تعطه الرقم، يشاء الله السميع العليم أني أبحث عن موقع معين ومن بين مليارات المواقع أدخل إلى منتدى به أكثر من ستة مليون مشاركة فأدخل إلى مشاركة من بين هذه المشاركات وأشعر أنها للفتاة التي كنت أعرفها وراسلتها على الخاص بالمنتدى، وعرفت وتأكدت أنها نفس الفتاة التي خدعتني ولكن انتقام الله في أن هذه الفتاة كتبت في المنتدى كل تفاصيل جسدها فمثلا شعرها طويل إلى آخر ظهرها وان بشرتها مشعرة جدا وأنها تستعمل السويت والمروحة لإزاله الشعر من المنظفة الحساسة وان رموشها تكاد تكون معدومة وأن طولها كذا ووزنها كذا وأن إردافها مملتئة وأشياء كثيرة من هذه النوعية من المواصفات.
فقلت لزوجتي سبحان الله زوجها حاول أن يتعدى على حرماتي ففضح الله حرمته وبيد زوجته نفسها وهتك سترها وعرضها بكتابتها تفاصيل جسدها بيدها حيث يمكنني الآن أن أتصور صورة كاملة لها..
وسؤالي:
هل قراءتي لما تكتب هذه الفتاة في المنتدى بعد علمي بشخصيتها فيه إثم علي خاصة أنها هي التي تكتب بيدها
وأيضا ما رأيكم في مثل كتابة هذه التفاصيل من هذه الفتاة و ما درجة الإثم فيه؟
وسؤال أخير وآسف له جدا وهو أني كنت أتحدث مع هذه الفتاة على الشات وكنت فعلا أحبها بكل صدق كإنسانة تعرف الله - حسب كلامها وما كانت تقوله -- وليس كبتا، والدليل أني لم أسالها عن أي تفاصيل عن جسدها ولم أر إلا صورة فقط لوجهها بالحجاب، فهل الإثم في هذا أشد أم ما تكتبه هذه الفتاة حاليا على صفحات المنتدى عن مواصفات جسدها بالكامل، والله اعلم هل كتبت في منتديات أخرى أم لا علما بأنني وجدت بيانات لها في أكثر من موقع للتعارف أيضا..........

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلقد سلكت يا أخي طريقاًً مليئا بالفتن والمخالفات الشرعية التي تغضب الله عز وجل، وما تذكره في سؤالك بلاء وفتن من بين آلاف الفتن التي يقع فيها الرجال والنساء.

فإذا أردت الزواج بأخرى فاسلك الطريق السوي، بأن يبحث لك أهل الخير عن زوجة صالحة، خاصة وأن زوجتك والحمد الله لا تبدي معارضة، بل تساعدك على هذا الأمر.

واعلم أن قراءتك لما تكتبه هذه الفتاة أو غيرها عن تفاصيل جسدها حرام، كما أن كتابتها لهذه التفاصيل لا تجوز، فقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تنعت المرأة المرأة إلى زوجها كأنه ينظر إليها.

وقد حذرنا الله من خطوات الشيطان فقال: لا تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. {البقرة ، 168} لأن الشيطان لا يجر إلى الحرام مباشرة، ولكن خطوة بعد خطوة، وقال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى {الإسراء: 32} أي أنه حرم كل طريق يؤدي إليه، من سماع أو نظر، أو خلوة، أو محادثة، أو مصافحة، ويدخل في هذا الباب كتابة هذه التفاصيل التي يطلع عليها الرجال وقد تصل بأصحابها إلى الكبائر.

ولقد لاحظنا من سؤالك أنك كثير الدخول على هذه المنتديات وذلك لفراغك، فاعلم يا أخي أن الفراغ نعمة ينبغي أن تصرف لطاعة الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ . ومعنى مغبون أي مخدوع كمن يخدع في بيعه وشرائه، فاجعل هذه النعمة في طاعة كحفظ القرآن، ودراسة السنة، وقراءة الأحكام، وسير الأنبياء والصحابة والصالحين، ونحو ذلك، ولا تضيعها أمام قراءة أو مشاهدة أو محادثة النساء حتى تنجو بنفسك من غضب الله.

وتراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 31054.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني