الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس بالتقليل تورعا من طعام الأم لكون مالها مختلطا بالحرام

السؤال

أمي تبيع الكحول وهي ترفض ترك العمل لأنها ترفض أن أعمل وبالتالي تريد المال. فماذا أفعل؟ كنت أنصحها دائما فلم تكن تصلي إلا ثلاث صلوات والآن أغضب منها بسرعة حتى قررت أن أصوم وحين أريد أن آكل فعلي أن آكل الضروري لا الحلويات لأخفف من أكل الحرام. فهل قراري صحيح؟ وكيف أنصح أمي بدون أن أغضب؟ وأخاف ألا اثبت على قرار الصوم وتقليل الطعام. شكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر لك حرصك على أكل الحلال، وحذرك من الحرام، ونسأل الله تعالى أن يهدي أمك إلى الصواب.

وإن كانت أمك على ما ذكرت من بيع الخمور وأنها لا تصلي إلا ثلاث صلوات فإنها قد وقعت في أمرين هما من كبائر الذنوب، وقد أحسنت بنصحك إياها، ونوصيك بالاستمرار في نصحها، والحرص على الرفق واللين في ذلك، واستخدام وسائل مختلفة يرجى أن تؤثر عليها كالشريط الإسلامي ونحوه، ومجرد غضبك منها بسبب هذه التصرفات لا حرج عليك فيه، ولكن احذري من أن يترتب عليه شيء من الإساءة إليها ولو بالعبوس في وجهها فإن ذلك من العقوق.

وأما الانتفاع بشيء من كسبها الخبيث فلا يجوز إلا للحاجة، وإن اختلط هذا الكسب بكسب آخر حلال فيكره الانتفاع منه لمن له غني عنه ولا يحرم، وتورعك بتقليل الأكل من مالها أمر طيب، ولكن لا يلزمك أن تصومي لأجل ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 53518.

وفي الختام نرشدك إلى أمر مهم وهو أنك إن كنت في سن الزواج فننصحك بالبحث عن زوج صالح يعينك في أمر دينك، ويخلصك من هذه البيئة علما بأنه لا حرج على المرأة في عرض نفسها على الصالحين للزواج منها، كما بينا بالفتوى رقم: 18430، كما أنه يمكنك الاستعانة في ذلك ببعض أخواتك الصالحات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني