الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتابا المسعودي وابن الأثير في الميزان

السؤال

على حسب علمي وقراءتي لكتاب مروج الذهب للمسعودي أن هناك تزييفا كثيرا في خلاف الإمام علي ومعاوية رضي الله عنهما جميعا، فأرجو الرأي في هذا الكتاب وكتاب التاريخ الكامل لابن الأثير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رده على الرافضي أن كتاب تاريخ المسعودي أي: مروج الذهب، فيه كثير من الروايات المكذوبة التي يجب الحذر منها، وعدم الثقة بالنقل منه دون تمحيص ومعرفة صحة ذلك من عدمه، قال شيخ الإسلام في منهاج السنة: والحكاية التي ذكرها -أي الرافضي- عن المسعودي منقطعة الإسناد وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى فكيف يوثق بحكاية منقطعة الإسناد في كتاب قد عرف بكثرة الكذب. انتهى.

ودلائل تشيع المسعودي كثيرة في كتابه المذكور، ولذا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في لسان الميزان: وكتبه طافحة بأنه كان شيعياً معتزلياً. وجزم الذهبي في السير بأنه كان معتزليا.

وقال إسماعيل باشا البغدادي في كتابه هدية العارفين: المسعودي: علي بن الحسين بن علي الهذلي البغدادي أبو الحسن المسعودي المؤرخ نزيل مصر الأديب كان يتشيع توفي بمصر سنة 346 له من الكتب إثبات الوصية. انتهى.

وقد نسبه إلى التشيع كثير من رجال الشيعة أصحاب المؤلفات المعتد بها في مذهب الشيعة، فيجب الحذر والتثبت عند القراءة أو النقل منه لا سيما فيما يتعلق بالفتن التي دارت في عصر الصحابة رضي الله عنهم.

وأما كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير رحمه الله تعالى ففيه نزعة تشيع، وإن كان ابن الأثير نفسه لا يصح أن ينسب إلى الشيعة، وقد أثنى عليه مشاهير من أهل السنة كما في البداية والنهاية لابن كثير، وسير أعلام النبلاء للذهبي، إلا أن في كتابه بعض الأمور التي يجب الحذر منها، ومنها: موقفه من الدولة العبيدية الخبيثة وتصحيح نسبهم لعلي رضي الله عنه، ومدحه لملوكهم وعدم الكلام على عيوبهم، وكذلك موقفه من الروايات التي رويت في الفتنة في عصر الصحابة رضي الله عنهم وإيراده بعض الروايات التي لا تليق بمقامهم، وتعاطفه مع بعض أعداء الصحابة رضي الله عنهم إلى غير ذلك من الأمور التي يجب الحذر منها، مع الاستفادة من المواطن التي أجاد فيهها إذا كان القارئ يستطيع التمييز بين الصحيح والسقيم من الروايات التاريخية، وإلا ففي كتب أئمة السنة المشهود لهم بصحة الاعتقاد وتمييزهم بين الصحيح والسقيم والإعلاء من شأن الصحابة غنية عن كثير من هذه الكتب، وننصح السائل بالرجوع لكتابين مهمين في هذا الباب وهما أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري للدكتور عبد العزيز محمد نور ولي. وكتاب تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الإمام الطبري والمحدثين للدكتور محمد أمحزون..

وقد ذكرنا المعتقد الصحيح فيما حدث في أواخر عهد الصحابة في فتاوى سابقة منها الفتوى رقم: 29774، والفتوى رقم: 36055.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني