الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكرار لفظ طالق والوعد بالطلاق

السؤال

أفيدونا جزاكم الله خيرا منذ 3 سنوات قال لي زوجي أنت طالق طالق طالق والله قد طلقتك وكان في حالة غضب وقلت له لما تكرر الطلاق أجابني لكي تكوني مطلقة ولا أراجعك وقلت له إذا أردت طلاقي بالثلاث فلتقل أنت طالق وطالق وطالق فلم يجبني وخرج بالعلم أني كنت حاملا في المستشفى وبعد 3 أيام رجع إلي وكأن شيئا لم يكن وأنا رفضت أن أراجعه خوفا من أن أكون محرمة عليه بالعلم أنه كان قد قال لي من قبل إذا لم يدخل مبلغ النفقة الذي تخصصها الدولة للأطفال كشكل مساعدة( لكوني لا أعمل وأهتم بالصغار في المنزل )في حسابي الخاص فسأطلقك وفي مجلس آخر قال لي إذا لم ترجعي الأوراق المخصصة بنفقة الأطفال على اسمي سأطلقك ( لكونه خائفا مني من أن أضيع هذه الأموال ولكن فيما بعد اكتشف أني أحافظ على هذه الأموال وأعطيه منها متى طلب مني ذلك بالعلم أنني كنت أكسب مالا أكثر قبل ولادة الأطفال جراء دراستي وبعد الولادة تفرغت لبيتي ولم يعد لي مورد مادي) وبعد أن أحس زوجي بامتناعي عنه أصبح يقايضني بابنتي أن أرجع إليه أو يمنعني من رؤية ابنتي ويعاملني معاملة سيئة وأنا آنذاك كنت في المستشفى ولا أقارب لي في المهجر وكنت حائرة بين حلة الرجوع إليه أو حرمته وسألت أحد معارفي في الأمر وقالوا لي إنه لم يقع الطلاق والله أعلم وكنت مضطرة إلى أن أصدقهم فرجعت إليه قبل الولادة بيوم فعاملني معاملة الزوج ولكن منذ ذلك الحين وأنا أحس بألم داخلي وإهانة وبعد خروجي من المستشفى امتنعت عنه وطلبت منه الطلاق مرارا وتكرارا ولكنه يرفض ويمتنع عن أن يستفتي أحدا عن الأمر ويصر على أنني زوجته وأنا الآن أتعذب بسبب الشك وأتألم ألما عظيما إلى درجة أني مرضت عدة مرات ودخلت إلى المستشفى بسبب الخشية من الوقوع فيما لا يرضي الله وخوفا من أكون أعاشر زوجي في حرام وأنا فيما قبل كنت دائما أحذر زوجي بأن لا يحلف بالطلاق في حالة الغضب وأن يتروى في اتخاذ هذا القرار وأن لا ينطق بهذه الكلمة إلا بعد تأن وطول تفكير والآن أنا حائرة لا أعرف ماذا افعل وهل أنا مطلقة منه طلاقا رجعيا أم بائنا أفيدونا جزاكم الله خيرا وماذا علينا أن نفعله من إجراءات وماذا علي أن أفعله لأقنعه بما فعل بالعلم أنه رجل وفي يقوم بكل واجباته الأسرية والدينية ولكنه يجهل الكثير في أمور الدين وليس من السهل إقناعه بأخطائه ومنذ ذلك الحين وهو يحاول أن يصلح من حاله أن لا ينطق بهذه الكلمة مرة أخرى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الزوج قصد بتكرير لفظ " طالق " إنشاء الطلاق عند كل لفظ وهو ما يسمى بالتأسيس فإن الثلاث تحسب عند جماهير أهل العلم ، ومن أهل العلم من اعتبرها واحدة كما سبق في الفتوى رقم: 5584.

وأما قوله إذا لم تفعلي كذا فسأطلقك فهذا ليس طلاقا معلقا، بل هو وعد بالطلاق ولا يقع الطلاق به، كما في الفتوى رقم: 24787.

والحاصل أنك تحتاجين إلى قاض أو من ينوب عنه لكن يستوضح حقيقة الأمر، فعليك بمراجعة محكمة شرعية إن استطعت ذلك أو الرجوع إلى المركز الإسلامي في بلد إقامتك. وفقك الله ويسر أمرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني