الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا بنت عمري 14 سنة أريد التوبة والغفران، أنا كنت أسمع الأغاني وأترك الصلاة وكنت جداً مهملة في عبادة الله وأضيع الوقت دائماً، والآن أريد أن أتوب والإجابة على هذه الأسئلة.. ـ كيفية صلاة التوبة بركعاتها وسجدتها.ـ الأدعية اليومية وما إلى ذلك.ـ أريد نصائح أنا كثيرا ما يوسوس لي الشيطان فما هي النصيحة هنا... وأتمنى الرد على أسئلتي بوضوح، لكي أستفيد ويستفيد غيري؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله الذي وفقك للتوبة ونسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق.. وأما صلاة التوبة فقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم أتم بيان، فعن علي رضي الله عنه قال: كنت رجلاً إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني أحد من الصحابة استحلفته فإذا حلف لي صدقته، قال: وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له، ثم قرأ هذه الآية: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ. رواه أبو داود وغيره، وحسنه الحافظ في الفتح وصححه الألباني.

وشرط التوبة الذي لا تصح دونه هو الإقلاع فوراً والندم والعزم أن لا يعود المرء إلى الذنب، ونوصيك بمعرفة الأذكار والأدعية اليومية باقتناء كتاب مختصر في ذلك يعينك على حفظها وإدامة تردادها، ككتاب الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية، أو كتاب تحفة الأخيار مما ورد من الأدعية والأذكار للشيخ ابن باز رحمه الله... وإن أردت التوسع فعليك بكتاب الأذكار للنووي رحمه الله.

والذي ننصحك به لكي تثبتي على الحق أن تصحبي الفتيات المستقيمات اللائي يكن عوناً لك على طاعة الله، وأن تجتهدي في الدعاء بثبات القلب، وأن تحرصي على تعلم العلم النافع، وسماع الأشرطة والمحاضرات وقراءة الكتب ذات الأسلوب السهل الذي يتناسب وسنك، بشرط أن تكون للعلماء الموثوقين المعتبرين.

وأما بخصوص الوسوسة التي يلقيها الشيطان في قلبك.. فاعلمي أن الحرب بين الإنسان وبين الشيطان لا تنتهي إلا بخروج آخر نفس، قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}، فعليك أن تجتهدي في مدافعة تلك الوساوس، ورد كيد الشيطان واستعيني على ذلك بالله واجتهدي في الدعاء، وأكثري من الصلاة وقراءة القرآن والذكر، فإن الشيطان لا يزالُ يوسوس للعبد، فإذا ذكر العبد الله خنس، واحرصي على ملء أوقات فراغك بالأعمال النافعة التي تعود عليك فائدتها في الدنيا والآخرة مثل حفظ القرآن وتعلم العلم الشرعي والدعوة إلى الله عز وجل...

ونسأل الله أن يهدينا وإياك سواء السبيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني