الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم من تشك دائما في خروج الريح

السؤال

أعاني من كثرة خروج الغازات ... وحسب ما قرأت لديكم أنه عليّ انتظار الوقت الذي تنقطع فيه هذه الغازات ثم أتوضأ وأصلي ما لم أخش خروج وقت الصلاة وإلا فأصلي على كل حال ... فأصبحت أصلي قرب خروج وقت الصلاة لكني أجد أن في ذلك مشقة فمثلا عندما أعود من المدرسة لا أنام إلا قرب المغرب لأني أنتظر قرب خروج وقت الصلاة لأصلي العصر ولكن هذا يسبب أني لا أستيقظ لصلاة المغرب في وقتها ... ألا يكفي أن أتوضأ لكل صلاة وأصلي لأن ذلك ليس بإرادتي ؟؟ فلو أخذت بفتواكم فإني سأعاني مشقة وتنطعا في الدين لأنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه فلماذا تقولون ينتظر الوقت الذي يتوقع توقف الغازات فيه ثم يصلي ولو أخرت الصلاة لقرب خروج وقت الصلاة فأيضا هذا فيه مشقة لأن هناك الكثير من الأمور التي نقوم بها في حياتنا اليومية فمثلا أكون مرهقة في بعض الأحيان وأريد أن أصلي العشاء وأنام فهل يجب عليّ أن انتظر قرب خروج الوقت لأصلي وأنام ؟؟
ومثلا أريد الخروج للسوق فإذا أذن العشاء أتوضأ وأصلي ثم أخرج لأني أخشى ألا أعود إلا بعد خروج وقت الصلاة .. فهل يجب عليّ إذا رجعت للبيت قبل خروج وقت صلاة العشاء إعادة صلاتي من جديد ؟؟
وفي صلاة الفجر توضأت وبدأت الصلاة ولكني أحسست بخروج شيء ووقتها لم يتبق على خروج وقت الصلاة إلا تقريبا 13 دقيقة بإمكاني لو توضأت بسرعة وأحاول السرعة في الصلاة أن أنتهي قبل خروج الوقت لكني خشيت أن أطول في تجديد الوضوء لأني أعاني من الوسوسة في الوضوء والصلاة فيخرج وقت الصلاة فما الحكم في ذلك إجمالا ؟؟ كيف أتيقن خروج الريح ؟ فأنا أعاني من الوسوسة ولا أفرق بين الشك واليقين فهل لي الأخذ بالحديث ( لا تلتفت ما لم تسمع صوتا أو تشتم ريحا ) أول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يظهرُ لنا أنكِ مصابةٌ بالوسوسة نسأل الله لكِ العافية، وقد بينا في فتاوى كثيرة أن الواجبُ على الموسوس أن يعرض عن الوسوسة وألا يلقي لها بالاً، وأن يطرحها وراء ظهره، فإذا شككتِ هل خرج منكِ ريحٌ أو لا فاطرحي هذا الشك، ويكفيكِ البناء على الأصل وهو أنكِ لم يخرج منك شيء، حتى يحصل لكِ اليقين التام بخروجه، فإذا فعلتِ هذا فستجدين وقتاً كافياً لطهارتك وصلاتك دون أن تواجهك هذه المشكلات التي تشتكينَ منها إن شاء الله، وانظري الفتوى رقم: 111202.

والذي أفتينا به وقرأته لدينا هو ما قرره أهلُ العلم، والواجبُ على المسلم أن يردَّ إليهم ما أشكل عليه، وليس فيما قرأته تنطعٌ البتة، بل هو اليسر الذي بُنيَ عليه دينُ الإسلام، ونحنُ إنما نقول إذا وجدَ وقتٌ في أثناء وقت الصلاة يكفي لفعل الطهارة والصلاة مع عدم خروج الحدث فهذا يُخرجُ صاحبه عن حكم المعذور ويلزمه الصلاةُ بوضوءٍ صحيح، وإذا كان الأمرُ قد ينضبطُ وقد لا ينضبط وكان قد مضى عليه الوقت السابق ولم ينقطع فيه الحدث إلى آخر الوقت فهو معذورٌ يتوضأ إذا دخل وقت الصلاة الثانية ويصلي كما قرر فقهاء الحنابلة، وعلى المسلم أن يوفقَ بين شواغله والتكاليف الشرعية، وينظمَ وقته بحيثُ لا تحدثُ مصادمة بين وظائفه اليومية وبين واجباته الشرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني