الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج الزاني ممن زنا بها هل به يصحح خطأه

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، تعرفت على فتاة منذ أكثر من أربع سنوات، كنت حينها في سن المراهقة، حقا أعجبتني الفتاة، وصراحة أحببتها، ولكن ما وقع هو أشد وأدهى، هو أني وقعت معها في علاقة غير شرعية، أطلب من الله -عز وجل- أن يغفر لي ويتوب عني، وأرجو منكم الدعاء، وحين أدركت أن ما وقعت فيه كبيرة من الكبائر، أردت أن أخطبها ولكن أهلها رفضوني لعلمهم بعلاقة الحب بيننا وأنهم ردعوني مرارا وتكرار وأصبحت بيننا مشاكل وأريد أن أصحح خطئي فماذا أفعل وهم لا يريدون أن يزوجوني إياها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات هو أمر لا يقره الشرع، ولا ترضاه أخلاق الإسلام، وإنما هو دخيل على المسلمين من عادات الكفار وثقافات الانحلال، وإنما المشروع في الإسلام أن الرجل إذا تعلق قلبه بامرأة، يخطبها من وليها الشرعي، ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، فلا يحل له الخلوة بها ولا لمس بدنها، بل ولا الحديث معها لمجرد الاستمتاع والتشهي، وفي ذلك ضمان لعفة المجتمع وطهارته، وصيانة الأعراض وحفظ الكرامة.

أما عن سؤالك فإنك قد أخطأت خطأً عظيماً وتعديت حدود الله واجترأت على حرمات الله، بتماديك في تلك العلاقة المحرمة، حتى وقعت في الزنا وهو جريمة خطيرة لها آثارها السيئة على الفرد والمجتمع، قال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا {الإسراء:32}.

وأما عن تصحيح خطئك، فليس من شرط ذلك أن تتزوج بتلك الفتاة، بل إنها إذا لم تكن تابت توبة صحيحة، فلا يحل لك الزواج منها، وإنما تصحيح خطأك يكون بالتوبة النصوح إلى الله، وذلك بالإقلاع عن الذنب، وقطع كل علاقة بهذه الفتاة، والندم على ما وقعت فيه، والعزم الصادق على عدم العودة لهذا الذنب، وذلك بالبعد التام عن مقدماته ودواعيه وعدم مجاراة الشيطان في خطواته، وعليك بالتعجيل بالزواج من مسلمة عفيفة ذات دين، وعليك بالستر عليها وعلى نفسك، فلا تخبر أحداً بذلك، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه مالك في الموطأ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني