السؤال
أنا فتاة أعرف صديقة لي عندها مشكلة تحب شابا جدا منذ10 سنوات ولكن بعد إنهاء دراستهم قال لأهله إنه يريد الزواج منها ولكنهم رفضوا ومن غير سبب لأنهم يريدون أن يزوجوه من بنت خالته ولكنه يحبها جدا ومتعلق بها وهم يعلمون ذلك ولكن هو خائف أن يصر على الزواج منها فيكون عاصيا لله ولولديه وهي كذلك خائفة من ذلك وتريد أن لا تغضب الله وحاولت كثيرا أن أنهي هذه العلاقة ولكنها أحبته وهل لو أصر حرام وليس حراما أنه يوعدها بالزواج وبعد ذلك يقول قسمة ونصيب وأنه حرام يغضب أهله مع العلم أنه يحبها كثيرا وماذا تفعل بعد هذه السنين الطويلة التي فاتتها ولم يعد أحد يثق بها لخطبتها وكذلك هي لم يعد عندها الثقه في أحد ماذا يفعل هما الإثنان الآن، نرجو الإفادة ورأي الدين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن طاعة الوالدين واجبة لقول الله سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {النساء: 36}.
وفي الحديث: رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين. رواه الترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.
وقد صرح ابن الصلاح والنووي وابن هلال -كما ذكر العلامة محمد مولود اليعقوبي الشنقيطي في نظم البرور- بوجوب طاعة الوالد إذا منع ابنه من الزواج بامرأة معينة، ولهذا، فإنه يجب على هذا الشخص أن يحرص على ما فيه رضا والديه، ويمكنه أن يحاول استرضاءهما في الزواج بمن يريد, بنفسه تارة وبمن له عندهم مكانة ووجاهة تارة أخرى, فإن أصرا على الرفض وكانت الفتاة التي يريدان تزويجه بها صاحبة دين وخلق فإن الأولى له أن يستجيب لرغبة والديه إلا إذا خشي على نفسه ضررا يلحقه في دينه أو دنياه إن هو ترك الزواج بهذه الفتاة التي أحب, وكانت مع ذلك صاحبة خلق ودين , فعند ذلك له أن يتزوجها ولو بغير رضا والديه.
قال العلامة محمد العاقب بن مايابى الجكني الشنقيطي:
لابن هلال طوع والد وجب * إن منع ابنه نكاح من خطب.
ما لم يخف عصيانه للمولى * به فطاعة الإله أولى.
لكن إن فعل وتزوجها بدون رضاهما فعليه بعد ذلك أن يسترضيهما بكل سبيل.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 114196, 112771, 93194.
والله أعلم.