السؤال
حدثنا زياد بن عبد الله عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمس مائة سنة وفي الباب عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وجابر قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قال الترمذي: حسن غريب. كيف هذا وأين ينتظرون خمسمائة عام وإن كان هدا الغني محسنا ومتصدقا. أريد أن أفهم الحديث؟ وكيف سننتظر خمسمائة عام وأين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المذكور حديث صحيح كما قال الشيخ الألباني وغيره، وعلى المسلم أن يؤمن به ويعتقد بما جاء به، ويوضح معناه والحكمة من تأخير الأغنياء هذه الفترة ما جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وإذا أصحاب الجَدِّ (الأغنياء) محبوسون إلا أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار.
وذلك أن الغني ـ من أهل الجنة ـ لا يدخلها حتى يسأل عن ما أعطاه الله له من الدنيا، وأما الفقير من أهلها فإنه لا شيء عنده يسأل عنه، وإن كان عنده من شيء فهو قليل، فيكون موقفه أقصر.
فأصحاب المال يشتركون مع غيرهم في الحساب ويزيدون عليهم بالسؤال عن المال سؤالين: من أين اكتسبوه ؟ وفيما أنفقوه؟ كما صح عن النبي- صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وغيره.
وأما السؤال: كيف هذا؟ فغير وارد، ولا ينبغي للمسلم أن يطرحه أصلا، بل الواجب عليه أن يسلم ويرضى بقدر الله تعالى، ويعلم أن انتظار الأغنياء في هذه الفترة يكون خارج الجنة من أجل حسابهم وسؤالهم من أين أخذوا هذا المال وفيما صرفوه- كما أشرنا- ، وإذا انتهى حسابهم ؛ فإن المحسن منهم والمتصدق.. يكون من أهل الدرجات العلا في الجنة .
وللمزيد انظر الفتاوى: 6739، 63544، 22038.
والله أعلم.