الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس كل طلاق ظلما للمرأة

السؤال

زوجت من مواطن مصري وهو متزوج وسبب تمسكي به لأنه إنسان دين وحاج بيت الله سبع مرات ويعرف بأمور وتعاليم الشرع وابتدأنا بتوثيق الأوراق عند المحكمة بعد أن أخذت الموافقة من السفارة التابعة لبلدي ولكن حصلت مشاكل مع زوجته الأولى وطلب مني الانتظار وسافرت وبعد أن رجعت في شهر رمضان الكريم فوجئت بأنه يطلب مني أن ننهي الارتباط وكانت كالطوبة على رأسي، علما والله العظيم ورب الكائنات لم أفعل أي شيء يغضبه لا بل احترمته وأهله وأصحابه وصنت عرضه وحفظت سره، الشيء الوحيد الذي أبلغني به أنه لم يستفد من هذا الزواج الذي كان أمله بأن أساعده مادياً وأسدد ديونه وبحجة بأنه يريد أن يلتفت لأولاده ورعايتهم، علما بأني على علاقة جيدة بابنته الكبرى وأني على أتم الاستعداد أن أفتح له مشروعاً لكي أرفع عن كاهله بعض الديون لأن هذا من واجبي كزوجة يجب أن تقف بجانب زوجها وبالمقابل أعامل مثل هذه المعاملة الظالمة وبكل سهولة يقولها لي، علما بأني كنت متزوجه من قبل 12 سنة ولم أقبل الزواج إلا بقسمة ربي لهذا الإنسان الذي تركت العالم لأجله، هل يصح أن تعامل المسلمة بهذا الظلم يتزوجها الرجل ويتركها كيفما أراد ووقتما يشاء، ماذا تنصحونني أن أفعل علما بأني متمسكة بزوجي؟ جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أولاً أن الطلاق على خمسة أضرب، وأن من أوقعه في بعض الحالات التي ليس فيها محرماً فإنه لا يعد ظالماً، وراجعي أضرب الطلاق في الفتوى رقم: 12963.

ولكن الله تعالى شرع النكاح لمقاصد عظيمة، ومن ذلك أن يتحقق الاستقرار وتنتشر المودة داخل الأسرة المسلمة، فلا ينبغي أن يكون هدف الزوج من الزواج مجرد النظرة المادية والحرص على الاستفادة من مال الزوجة، ولا ينبغي للزوج أن يسعى لإنهاء رابطة الزوجية لمجرد كونه لم يتحقق له هذا الهدف، فكيف إذا كانت الزوجة تبدي استعدادها لمساعدته بمالها..

وعلى كل حال فإننا ننصحك بعدم التفكير فيما إذا كان الزوج مخطئاً بهذا التصرف أم لا، بل إننا نحبذ أن تسعي في محاولة معالجة الموقف والسعي في الإصلاح، وذلك بأن تحاولي إقناعه بالتراجع عن قرار حل عقدة الزوجية.

ويمكنك أن تنتدبي إليه بعض عقلاء الناس ليحاوروه في هذا الأمر، فإن اقتنع زوجك فبها ونعمت، وإن أصر على رأيه ففوضي أمرك إلى الله، وما يدريك فقد يكون في الفراق خير، ولعل الله تعالى ييسر لك من هو خير منه، قال تعالى: فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، وراجعي الفتوى رقم: 1217.

وننبه إلى أن طلب الزوج من زوجته إنهاء الارتباط بينهما لا يقع به الطلاق، لأنه مجرد مواعدة ما لم يكن الزوج قد أراد إيقاع الطلاق بهذا اللفظ في الحال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني