الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القرآن والحديث خطاب لعقل الإنسان

السؤال

السلام عليكمأريد أن أسأل هل هناك حديث قدسي يحتوي على خطاب الله تعالى لعقل الإنسان؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كان المقصود أحاديث تخاطب عقل الإنسان، فإن نصوص القرآن والسنة كلها تحوي ذلك، فهي خطاب للعقلاء من بني آدم، ولا يكلف بما فيها غير العاقل، فلا تكليف على مجنون ولا معتوه، فالعقل مناط التكليف.
وإن كان المقصود أحاديث تحتوي على أدلة عقلية، فالأحاديث في ذلك كثيرة، والقرآن أكثر، فكم من موضوع ورد في القرآن دُلَّلَ عليه بأدلة عقلية من ذلك إقامة الأدلة على وجود الخالق سبحانه في مثل قوله تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ) [الطور:35-36].
ومن ذلك إقامة الأدلة على البعث والنشور في مثل قوله تعالى:
(لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) [غافر:57].
فالقرآن مملوء بالأدلة العقلية التي تأمر العقل بالنظر فيها، والتوصل بها إلى نتائجها، ولعلك تلاحظ في عشرات الآيات أن الله عز وجل يختمها بقوله: (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة:164].
كما نلاحظ تشنيع القرآن على الكافرين لتعطيلهم عقولهم، وعدم الانتفاع بها، في مثل قوله سبحانه: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) [البقرة: 171].
وأما إن كان المقصود نصوصاً خاصة فيها ذكرٌ لفضل العقل، فقد قال بعض المحدثين: لا يثبت في فضل العقل حديث.
والله أعلم.





مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني