السؤال
ما حكم من يتكلم في أمور دنيوية في المسجد بين الأذان والإقامة وبعد الصلاة المفروضة مباشرة وبصوت عال ويزعج المصلين الذين يريدون التسبيح والتسنن، وما هو أسلوب التعامل معهم وهم يقومون بإرجاع الأطفال من الصف الأمامي وهم يحضرون متأخرين عن الأطفال ويتقدمون للصف الأمامي فهل هذا جائز؟ وجزاكم الله خيرا عنا وعن المسلمين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالكلام في المسجد في أمور الدنيا خلاف الأفضل، وهو جائز لا إثم فيه، فقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة يتكلمون في المسجد بما ليس بذكر وأقرهم على ذلك.
فعن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم كثيراً، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم. رواه مسلم.
ولكن شرط جواز ذلك ألا يؤذي أحداً من المصلين، أو يزعجه برفع صوته، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن أن يجهر بعضهم على بعض بالقرآن لئلا يؤذي بعضهم بعضاً برفع الصوت، فالكلام في أمور الدنيا بصوت مرتفع أولى بالمنع، وانظر لذلك الفتوى رقم: 11503.
وأما موقف الصبيان في المسجد فقد فصلنا القول فيه في الفتوى رقم: 8648.
وأما أسلوب التعامل معهم، فالذي ننصحكم به هو الرفق واللين، وبيان السنة بالحكمة والموعظة الحسنة، وذكر كلام أهل العلم في المسألة وهم يستجيبون إن شاء الله، مع الحرص على سلامة الصدور ووحدة الصف، واجتماع الكلمة فإن ذلك مقصد رئيس من مقاصد الشريعة.
والله أعلم.