الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترفض الخطاب لعدم الراحة القلبية

السؤال

عمري 23 سنة تخرجت من الجامعة وأعمل ووضعي المادي ممتاز ولكن للأسف وضعي العائلي سيئ فأنا أعيش في بيت أخي بعد وفاة أمي وزواج أبي ولا يعجبني هذا الوضع فأنا أرغب بالاستقرار ووضعي النفسي سيئ بعد معرفتي بشاب أحببته كثيرا وجعلني أتعلق به ثم تعرف على فتاة أمريكية عن طريق النت وتزوجها لأنها غنية وتركني والمشكلة أنني من الصعب جدا أن أجد من يرتاح له قلبي مع العلم أنه يأتيني خطاب ولكني أخاف ولا يرتاح لهم قلبي ولا يحدث التآلف وفي المقابل أرغب بالاستقرار في أسرع وقت ممكن فما هي نصيحتكم لي؟ وهل يجوز لي أن أدعو على الشخص الذي أحببته سابقا أم هذا حرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يقر عينك بزوج صالح تسعدين معه.

أما عن سؤالك، فاعلمي أنك قد أخطأت حين أقمت علاقة مع هذا الشاب، فذلك أمر محرم لا يقره الشرع، وعلى ذلك فلا يحق لك الدعاء عليه، فإنك قد ظلمت نفسك بإقامة تلك العلاقة المحرمة، والواجب عليك التوبة من ذلك بالبعد عن مثل تلك العلاقات، والندم على ما حدث، والعزم على عدم العود لمثلها.

واعلمي أنه قد يكون من الخير لك صرف هذا الرجل عنك، فينبغي أن تحمدي الله تعالى على ما قدره لك، وتجتهدي في توثيق صلتك بالله تعالى بأداء فرائضه واجتناب محارمه وكثرة دعائه.

واعلمي أنك غير محقة في رفضك للخطاب لمجرد عدم وجود الارتياح القلبي، فإن مشاعر الحب والمودة قد تطرأ بعد الزواج كما قال تعالى: وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً {الروم:21} كما أن وجود تلك المشاعر ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر رضي الله عنه كما في كنز العمال: فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.

فالأصل في معيار اختيار الزوج هو الدين والخلق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه ابن ماجه و الترمذي، وحسنه الألباني في الإرواء، وذلك لأن في صلاح الدين والخلق سعادة الآخرة والدنيا.

والذي نوصيك به، أنه إذا تقدم إليك ذو دين وخلق، فلا تترددي في قبوله بعد مشاورة عقلاء الأهل، واستخارة الله عز وجل، كما نوصيك بالحرص على تعلم أمور دينك واختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير، مع الإلحاح في دعاء الله عز وجل، فهو قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني