الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعليق الزوجة لإجبارها على التنازل عن حقوقها والقبول بالخلع

السؤال

في سؤال رقم: 116224 فهمت أن هذا ليس طلاقا، زوجي لا يريدني ولا يريد تطليقي وقال أمام الكل أنا لا أريدها ولن أعيدها إلى بيتي ولو أرادت الطلاق فلتذهب وتتنازل عن حقوقها وتعيد لي المهر، المشكلة أنني من عائلة فقيرة جدا ماذا أفعل وأنا لا أملك هذا المبلغ ولا أهلي، ما هو حكم الإسلام في مثل هذا التصرف، أبي لا يملك المال أيضا، هل أبيع نفسي لأتحرر، نحن لا نملك حتى أجرة المحامي لرفع قضية، ماذا أفعل وهل سأبقي هكذا طول العمر ليس من المعقول أن الإسلام ليس فيه حل لمشكلتي، ساعدوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الحال كما ذكرت من ظلم الزوج وامتناعه عن أداء الحقوق المترتبة عليه من نفقة ومسكن فإن هذا الزوج قد ظلم نفسه وأسخط ربه ووقع في إثم مبين.

أما ما قام به من إيقاعك في الحرج والضيق وإبقائك معلقة لتفتدي منه بإرجاع المهر وباقي الحقوق فهي معصية وجريمة كبرى كانت معروفة في الجاهلية قبل الإسلام، وقد جاء الإسلام بإبطالها والأمر بمعاشرة النساء بالمعروف والإحسان إليهن وعدم ظلمهن، قال الله تعالى: وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 64756 .

وبناء على ما تقدم فلك أن ترفعى أمرك إلى القاضي الشرعي مصحوبا بما يثبت حالتك لرفع الضرر عنك وإنصافك من ظلم هذا الزوج، فإما أن يعاملك كزوجة ويمنحك حقوقك كاملة أويثبت امتناعه من ذلك فيحكم عليه بالطلاق بدون مقابل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني