السؤال
أنا أريد أن أستفسر هل كفر معين أو طريقة استهزاء معينة بالله وبالأنبياء لا يغفرها ربنا إذا تاب منها العبد دون وجود علامات القيامة الكبرى أو لم يمت على الكفر يعني لا يغفرها حتى لو تاب في وقت التوبة، مع العلم بأن صاحب هذا السؤال مريض بمرض الوسواس القهري بالأفكار والأفعال الكفرية بأفظع الأشكال والصور عن الذات الإلهية، حيث يتم التجرؤ على الله في كل شيء، وصار تأنيب الضمير جزءا من تفكيري ولا أستطيع العيش منه، ولا أستطيع ممارسة حياتي منه ومن الأفكار الكفرية التي أفسدت علي عبادتي وديني ودنياي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك مما نزل بك من الداء، وقد بينا في الفتوى رقم: 116339، مدى مسؤولية المصاب بالوسواس القهري عن أعماله، واعلم أنه ليس هناك ذنب تمتنع مغفرته على الله عز وجل، بل كل الذنوب يغفرها الله لمن تاب منها، ومنها الشرك بجميع أنواعه وصوره، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، فإذا وجد شرط التوبة فهي مقبولة قطعاً، وانظر لذلك الفتوى رقم: 33782.
واعلم أن هذه الوساوس لا أثر لها في صحة الإيمان، ما دامت لا تعدو حد الخواطر التي تمر على القلب وهو يكرهها ويرفضها، ودليل كراهتك لها ما تذكره من تأنيب الضمير، وقد وجد بعض الصحابة رضي الله عنهم شيئاً من ذلك فشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أو قد وجدتموه، ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
يريد كراهتهم له ونفورهم منه، ثم إن علاج هذه الوساوس يكون بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، ومن أكبر ما يعين على ذلك الاستعانة بالله عز وجل، والاجتهاد في الدعاء أن يصرف الله بمنه هذا البلاء، وكذلك مراجعة الأطباء الثقات ليرشدوك إلى الأسباب التي يحسن الأخذ بها، فإن ذلك داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الألباني.. ونسأل الله تعالى أن يمن عليك بالعافية.
والله أعلم.