الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العقد الصحيح يبيح للزوجين حق الاستمتاع

السؤال

أنا فتاة تم عقد قراني على شاب، ولكنه لم يدخل بي بعد عقد القران، اعترف لي أنه أقام علاقة جنسية مع خطيبتة السابقة عن طريق الكلام فى التليفون، واعترف لي أنه يقوم بممارسة العادة السرية، وطلب مني أن أكون معه فى تلك العادة عن طريق ملامسة جسده باليد وهو يلمسني هو الآخر بيده أو عن طريق التقبيل أو عن طريق المكالمات الهاتفية، ما حكم الدين فى أن يلامس أي مكان من جسدي أو يجعلني ألمس جسده، وما الحكم فى التقبيل وما حكم الدين فى أن يرى شعري أو ملابس ضيقه بعض الشيء فى المنزل، وما حكم الدين فى الخروج معه إلى الأماكن العامة، وما حكم الدين فى أن يكلمني فى الأمور الجنسية سواء على الهاتف أو غيرهعلما بأنني كلما صددته عن الحديث فى تلك الأمور يغضب ويتهمني بعدم الحب له، ويقول لي أنا زوجك ولازم تغنيني عن أي فتاة أخرى وتشعريني بالإشباع، وكيف أتصرف عندما يطالبني أن أكون معه وهو يقوم بممارسة العادة السرية عن طريق التليفون أو إذا خرجت معه، أنا فى بحر من الحيرة ولا أعرف هل أستمر مع هذا الشاب أم انهي عقد قراني به، وإذا كان ممكن أن أكمل معه كيف أتصرف، وما هي محددات العلاقه بيننا وإلى أي حد يمكننى أن أرضيه دون غضب المولى عز وجل علينا، وكيف أجعله يبعد عن أي شيء يضره ويضرني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأ هذا الشاب حين أخبرك بعلاقته السابقة بخطيبته، فلا يجوز للمرء أن يخبر بما وقع فيه من خطأ، فإن الواجب على المسلم إذا وقع في إثم أن يستر على نفسه ولا يفضحها، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.

أما عن العادة السرية فهي عادة منكرة، لها آثارها السيئة على فاعلها، في دينه ونفسيته وصحته، ولمعرفة المزيد عن حكمها وكيفية التخلص منها تراجع في ذلك الفتوى رقم: 7170.. والمقصود بتلك العادة أن يحدث الاستمناء بيد الرجل نفسه، أما إذا حدث بيد زوجته أو بمجرد تلذذه بلمسها أو سماع صوتها، فلا حرج في ذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 51797، والفتوى رقم: 5174.

واعلمي أن الرجل بمجرد العقد الصحيح على المرأة يكون له حق الاستمتاع بها فهي زوجته، وعلى ذلك فلا حرج أن يلمس هذا العاقد جسدك أو يقبلك أو يرى شعرك أو يراك بملابس ضيقة أو تخرجي معه إلى الأماكن العامة، أو تتحدثا في أمور الجماع، لكن لا يجوز أن تعينيه على العادة السرية على النحو المحرم كما سبق بيانه... وإذا كان العرف جارياً بأنه لا يسمح للعاقد بمعاشرة الزوجة حتى تزف إليه فينبغي لزوجك احترام هذا العرف، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 2940.

أما عن طلب الطلاق منه فلا نرى له مسوغاً، لكن عليك نصحه بالبعد عما حرم الله، وينبغي لكم تعجيل الدخول وعدم تأخيره، فإن فيه الصيانة عن الحرام والوقاية من الفتن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني