السؤال
إني أعيش في بلد سياحي، ولدي العديد من الأصدقاء يشتغلون في النزل، وتزوجوا من أجنبيات وهاجروا معهن. فأحدهم اشتغل منقذا في مسبح، والأخر منشطا سياحيا، وأظن أن كلتا الحالتين حرام. وإني أسأل في كلتا الحالتين إن أسلموا وحسن إسلامهم فهل تقبل توبتهم وأعمالهم عند الله تعالى أم أنهم نظرا لأنهم انتقلوا من مكان إلى آخر عن طريق المعصية فلا تقبل حسناتهم؟ إن كان الجواب نعم تقبل. فما هي شروط التوبة هنا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم لا يجوز له العمل في أماكن السياحة والمسابح والفنادق التي تقع فيها المخالفات الشرعية؛ إذا كان في عمله عون للعصاة على المعاصي ودعوة إلى الحرام وقد قال الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَان {المائدة:2}.
وأما عن توبة من تاب من هذه الآثام أو غيرها من المعاصي فلا شك أن الله تعالى يقبل توبته ويعفو عن سيئاته ويقبل حسناته؛ كما قال سبحانه وتعالى- وهو أصدق القائلين- : وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ{الشورى:25}. وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
فالتوبة مقبولة من جميع الذنوب إذا توفرت شروطها ما لم يغرغر صاحبها( تظهر عليه علامات الموت) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه أحمد وغيره.
وشروط التوبة هي الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، وعقد العزم الجازم على ألا يعود إليه فيما بقي من عمره.
وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتويين: 5668، 26255.
ولذلك فإن عليك أن تدعو أصدقاءك إلى المبادرة بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى قبل فوات الأوان، ولك في ذلك الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى.
والله أعلم .