الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال المستفاد عن طريق المحاباة من المدير هل ينتفع به

السؤال

أنا موظف في شركة الكهرباء، خصصت لنا الشركة رصيد 60 يوما مبيتا، فلا يحق لك أكثر من 60 يوما. طلب مني المدير المباشر أن أخرج للعمل للخارج أنا ومجموعة من الزملاء، وأن أملأ ورقة المبيت لمدة أسبوعين وتم الاتفاق، ويوجد بيننا موظف لا يريد مني أن أخرج للعمل معهم، إما حسداً أو أنه يعلم بأني جدي فى العمل وأتابع العمل بدقة، فتكلم مع مديري المباشر بأن يبقينى فى الدائرة، وأن يذهبوا هم بدوني، فطلب مني المديرالمباشر والمدير الأعلى البقاء لمساعدته فى الدائرة (أي بعلم المديرين)، وأرسل الباقين للعمل في الخارج لمدة أسبوعين، وبقيت مع المدير للعمل فى الدائرة أي أن البقاء فى الدائرة ليس مني بل بسبب أحد الموظفين.. فقام المدير إرضاء لي بأن ملأ لي ورقة المبيت مع البقاء فى الدائرة.. فهل يجوز لى يا شيخ أخذ المال الذى سوف ينزل لي في حسابي من ورقة المبيت الذي ملأه لي المدير، علما بأنه في حال لو أني لم آخذ المال سوف أخسر أسبوعين من رصيدي، وسوف يأتي علي أسبوعان سأذهب فيهما للعمل بدون ملء ورقة المبيت، وفي حال لو أني أخذت المال أخاف أني قد أخدته بدون تعب وبدون الذهاب للخارج، فهل يحق لي أن أقبل المال؟ وما حكم الشرع في ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمسألة ليست في أخذ هذا المال بدون تعب أو بدون الذهاب إلى الخارج، ولكنها في استحقاق المال على وجه صحيح.. ونحن لم يتبين لنا من السؤال حقيقة المعاملة بشكل واضح، ومع هذا يُنظر إن كان الموظف يستحق المبلغ المذكور بحكم قانون العمل خرج أو لم يخرج، فيجوز لك أخذه ولو لم تخرج، ما دمت باذلاً نفسك للخروج، وإنما جاء المنع من قبل الشخص المسؤول المخول بالمنع أو الإذن.

وإن كان الأمر على خلاف ذلك، وإنما حاباك المدير بمال الشركة فلا يجوز لك أخذ المال، لأن المدير وكيل ومؤتمن في أموال الشركة، ولا يجوز له محاباة الموظفين من أموالها إلا بإذن صريح أو عُرفي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني