الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبواها يريدانها أن تنفصل عن زوجها لكونه لا يعمل

السؤال

من فضلكم لي صديقة عقد قرانها على شاب، وهو يريد أن ينفردا وحدهما ويخرجا معا إلا أن والدها لا يوافق فما رأيكم بذلك، ومؤخراً توجد بينهما مشاكل، وهي أن زوجها من قبل كان كلما بحث عن عمل لا يجد أو لا يعجبه أو لا يقبلوه مع أن أخلاقه حسنة ومعاملته مع كل الناس طيبة، وبعد فترة وجد عملا، لكنه بعد 3 أشهر في ذلك العمل طرد منه، ووالداها الآن يقولان لها إنه لن يعمل في أي مكان؛ لأنه لا يرضى بشيء، ولكنها محتارة ماذا تفعل، لأنها تحبه وهو شاب طيب خلوق متدين لهذه الصفات قبلت به، ولهذه الصفات أيضا لا تريد أن تخسره، كما أنه يتعامل معها أحسن معاملة ويحبها، وهي لا تريد أن يصلا إلى طلاق لأن والديها يخافان على مستقبلها مع شخص عاطل، المرجو أن تفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما خروجها معه وخلوتها به فلا حرج فيها؛ لأنها زوجته يحل له منها ما يحل للرجل من زوجته لأنهما قد عقدا عقد النكاح الشرعي، كما ذكرت، إلا أنه ينبغي التنزل لرغبة الوالدين ومراعاة الأعراف في عدم الدخول بالخطيبة أو الخلوة بها دفعاً لمقالة الناس وحفظاً للعرض.

وأما ما يدعوها أهلها إليه من طلب مفارقة زوجها وحثها على التخلص منه فلا يجوز لهم، لأنه من التخبيب المحرم، كما لا يجوز لها هي أن تطلب منه الطلاق لغير بأس لقوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن.

ولأنه طيب ذو خلق ودين ينبغي أن يعض عليه بالنواجذ، ولها أن تنصحه بقبول ما يليق من العمل كي يتم الزواج، ولا يبالغ في طلب المستحيل أو ما يندر الحصول عليه، ويمكنه قبول عمل بسيط مع سعيه في إيجاد غيره، وإذا مكنته من نفسها فإنه تجب عليه نفقتها، وإذا كان عاجزاً عنها جاز لها أن تسأله الطلاق، وكذا إذا لحقها ضرر بعجزه عن غير ذلك مما يجب عليها تجاهها شرعاً.

وراجعي الفتاوى: 37112، 62787، 5859، 2940، 78509.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني