الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مساعدة شخص للحصول على بعثة دراسية لقاء مال

السؤال

المسألة مصيرية بالنسبة لي ألا وهي:
هناك شخص يتمكن من إلحاقي في بعثة دراسية في دولة أوروبية حيث إنه هناك من أقاربه من يعمل في الملحقية الثقافية هناك حيث إنه سوف يستصدر لي تأشيرة طالب، وسوف يكمل لي إجراءات الالتحاق بالبعثة من تسجيل في المعهد (معهد لغة إنجليزية) وغير ذلك مما يتطلبه إلحاقي بالبعثة، وهو على حسب قوله وكيل لقريبه بالسعودية أي أنه بمثابة مكتب لإلحاق الطلاب بالخارج، حيث إنه طلب مني السفر إلى تلك الدولة لمدة ( 10 ) أيام لتسجيلي بالمعهد واستكمال الإجراءات، ومن ثم العودة، وطلب مني مبلغ قدرة # 10,000 # ريال تعاد لي في حالة عدم حصولي على البعثة في مدة أقصاها شهرين من تاريخ تقديمي الأوراق، علماَ بأن الـ ( 10,000 ) ريال مقسمة بينهم ( أي الأشخاص الذين سوف يقومون باستكمال إجراءاتي هناك ).
السؤال يا فضيلة الشيخ :
هل المبلغ الذي سأدفعه لهم يكون رشوة لهم أو أنه نظير أتعابهم ومتابعتهم للبعثة وأمورها وجهودهم في الحصول عليها. وهل أني أخذت شيئا ليس من حقي.
أفيدوني جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجواب السائل في نقاط:

الأولى: إذا أمكن تحصيل العلم النافع في بلاد المسلمين فلا وجه للسفر والإقامة ببلاد الكفار.

الثانية: إذا كان المبلغ الذي ستدفعه للشخص المذكور يعطي منه جزءا للمسؤول في البعثة، فهذه رشوة محرمة، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي. رواه أحمد وأبو داود، وهو عند الترمذي بزيادة: في الحكم. وقال: حديث حسن صحيح. وفي رواية: والرائش. وهو الساعي بينهما.

الثالثة: إذا كان الحصول على بعثة دراسية بهذه الطريقة على خلاف قانون البعثات وهو الظاهر المعروف فالمنع آكد، ويجتمع في هذه الصورة السفر إلى بلد الكفر بلا مسوغ شرعي مع دفع الرشوة ومخالفة الشروط والقوانين المرعية، وأخذ ما ليس لك حق فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني