السؤال
لقد أرسلت سؤالي هذا من قبل و أجبت عليه من أحد العلماء بالموقع و لكن بالله عليك يا شيخنا اقرأه مرة أخرى فقد أضفت إليه أشياء رأيت أنها تنقصه: - أنا مصاب بوسواس قهري منذ البلوغ – وسواس في الطهارة .أنا أزهري لا أعذر بالجهل .سني 24 عاما. منذ ثلاثة أعوام كنت شابا مستقيما و طائعا لله عز و جل ، و كنت مواظبا على كل الصلوات في المسجد في وقتها ، و في يوم من الأيام و كنت في صلاة الفجر ورد إلى ذهني خاطر ، ماذا لو أن الشهيد بعد أن مات وانتظر أن يأتيه الملائكة ليحصل على أجره كما قال رب العزة ، لم يحدث شيء و لم يأته أحد ووجد نفسه ضحية خدعة و قد ضيع حياته دون مقابل ، وبمجرد أن ورد هذا الخاطر إلى ذهني خفت ان أخبر به أحدا حتى لا أعرض نفسي للأذى ، ثم توقفت عن كل العبادات بما فيها الصلاة ، ثم عشت حياتي ولما توقفت عن العبادة ذهب هذا الخاطر من ذهني بل وأزعم أنني عدت مسلما كما كنت ولكني لم أرجع إلى العبادة أو إلى الصلاة ، وكنت في فترة العصيان هذه تراودني أحيانا شكوك بسيطة دون شبهات معينة فلا أهتم بها و لا أستعيذ حتى من الشيطان الرجيم ، ثم أعود مرة أخرى متيقنا ، ثم أعود فأشك و هكذا ، و كانت أحيانا تصدر مني كلمات يعتبرها العلماء كفرا ، و لكنها لم تكن تخرج إلا دون تفكير بل و كنت أندم عليها و أخاف منها بشدة ، و لم أكن أستطيع أن أنام إلا إذا كان القرآن الكريم يقرأ بجانبي عن طريق الراديو ، ثم أقبلت على قراءة روايات الخيال العلمي ، وكان فيها ما يسمى بالسفر عبر الزمن ، فتخيلت – و يغفر الله لي – أن النبي صلي الله عليه و سلم هو شخص من المستقبل سافر إلى الماضي و معه أجهزة تكنولوجية حديثة و في نفس الوقت هو دارس جيد للتاريخ و الذي صار بسفره إلى الماضي مستقبلا فكل ما أخبر به في القرآن هو تاريخ بالنسبة له ، و إعجاز القرآن البلاغي هو نتاج سنوات طويلة من البحث و التمحيص و غير ذلك ، و انشقاق القمر هو بأشعة الليزر ، و هكذا تري يا سيدي الفاضل أن أفكاري هذه إن لم تقد إلى الجنون فهي تقود إلى الكفر رأسا ، والمشكلة أنني لم أملك ردا عليها ، و لا أخالني كنت أجرؤ أن أسأل أحدا عنها ..المهم طلب مني والدي – والذي لا يعرف شيئا من كل هذا أن أتزوج، ورشح لي إحدى قريباتي، وكنت ساعتها قد نسيت كل شيء عن هذه الخيالات واستقر الإيمان في قلبي، وفي يوم كتب الكتاب استيقظت وقد نويت أن أتوب إلى الله عز و جل وأصلي و أصوم و هكذا ، فهاجمتني الشكوك مرة أخرى وعدت كما كنت شاكا منافقا قذرا ، فأخذت أبكي وأفكر كيف أخلص من هذا الوضع ، فلم أجد إلا أن أقرأ القرآن فوجدته لفساد قلبي كلاما عاديا يمكن لأي أحد أن يؤلفه، ونطقت بذلك قائلا بلساني: - ألا يستطيع أحد أن يؤلف مثل هذا الكلام؟، ثم ذهبت إلى شيخ يعالج عندنا في القرية فأعطاني شيئا لأشربه و شيئا لأقرأه فلم يذهب الشك ، توسلت لأبي و أمي أن يدعوا لي فلم يذهب الشك ، طلبت من إمام المسجد أن يدعو لي بدعاء "اللهم حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه" و لم يذهب الشك أيضا ، وفي النهاية عقدت القران وأصوات كثيرة في نفسي تصرخ : - صوت يقول هذا الدين حق أيها الأحمق فدع عنك هذه الحماقات و تمسك به ، و صوت يقول يمكن لأي مسافر عبر الزمن أن يفعل مثل هذا وأكثر ، وصوت يقول كيف يتزوج شاك من مسلمة إن هذا الزواج باطل باطل باطل .. عقدت القران ولم أدخل بزوجتي وسافرت إلى مدينة أخرى للعمل و في يوم من الأيام جلست أحاول أن أقنع نفسي أن القرآن لا يمكن أن يكون من عند غير الله ، ولكني رأيت بشكل غريب أن سورة النصر هي سورة يمكن لأي أحد أن يؤلف مثلها ، ونطق لساني القذر المارق بكلام لا يقنع طفلا و الحمد لله أنه لم يقنعني ساعتها ، ثم رأيت أن الحل الوحيد أمامي هو أن ألجأ لله عز و جل وهو سيساعدني ويهديني فهداني الله بفضله وأزال عني هذه الوساوس والأوهام ، وجعلني مؤمنا صادقا ..فيا فضيلة الشيخ الموقر ..هل زواجي هذا صحيح؟ بارك الله فيكم لا تتجاهلني و إلا قد يتملكني اليأس و أموت على حالتي هذه أو أقتل نفسي فلست أدري ما يفعل الله بي ..