الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزاكم الله خير الجزاء على ما تقومون به في هذا الموقع من جهد مشكور، بارك الله سعيكم، ودام فضلكم .عندي استفسار لو تكرمتم؛ هل المهدي المنتظر رسول من عند الله ؟ قرأت أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين لا المرسلين، ومن ثم فالمهدي رسول ويستدلون بقول الله تعالى : (....ولكن رسول الله وخاتم النبيين) سمعت من أحدهم أنه موجود بالفعل الآن، وأن له أتباعا ؛ فما صحة هذا القول ؟ أتمنى أن تفيدوني لأني في حيرة شديدة ، و ما هي الكتب التي تنصحون بقراءتها في مثل هذا الموضوع ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فخروج المهدي في آخر الزمان قبل قيام الساعة ثابت بأحاديث صحيحة، واعتقاد ذلك من جملة اعتقاد أهل السنة، والمهدي ليس نبيا ولا رسولا، ومن زعم ذلك فهو كذاب جاهل، بل المهدي رجل صالح وخليفة راشد، وأحد الأئمة المهديين، اسمه محمد بن عبد الله، وهو من نسل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دلت على هذا الأحاديث الصحيحة، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل والأنبياء، وقد أجمع المسلمون على ذلك، فمن ادعى النبوة أو الرسالة وزعم هو أو أتباعه أنه المهدي فهذا أكبر دليل على كذبه وكفره، وليس على هدايته لأنه مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الكذابين فقال : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ. رواه البخاري ومسلم.

والآية الكريمة: وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ {الأحزاب: 40} حجة على هؤلاء الجهلة في أنه لا رسول ولا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم كما بين ابن كثير في تفسيرها فقال: فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بعده بطريق الأولى والأحرى؛ لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة، فإن كل رسول نبي، ولا ينعكس. وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جماعة من الصحابة. انتهى . ثم ذكر جملة كبيرة من الأحاديث، وقد بينا بالدليل ختم النبوة والرسالة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحكم من ادعى ذلك في الفتويين رقم: 48750، 65890. وبينا في الفتوى: 73086 أنه لا تناقض في كون النبي محمد خاتم النبيين والرسل ونزول عيسى وظهور المهدي.

ولا وجود للمهدي الآن، فلم يحن وقت وجوده بعد، وقد ادعى كذابون كثيرون أنهم هم المهدي، وكان لهم أتباع جهلة يروجون لهم، وتحديد وقت خروجه من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله تعالى، ومن قديم الزمان وهناك من الكذبة من يدعي وجود المهدي، وللاستزادة حول المهدي وأدلة وجوده آخر الزمان تراجع الفتاوى التالية وما أحيل عليه فيها: 42079، 6573.

وأما عن الكتب التي ننصح بالرجوع إليها في هذا الموضوع فهي كثيرة نذكر منها:

الفتن والملاحم لابن كثير، الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر للشيخ حمود بن عبد الله التويجري، كتاب: عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر للشيخ عبد المحسن العباد، وكتاب المهدى للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني