الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هذا المال لا يحرم الأكل منه

السؤال

أنا فتاة متدينة من عائلة عدد أفرادها 10 أفراد، وأعمل مدرسة وأعطي أسرتي ثلثي راتبي، علما بأن دخلي يختلط مع دخل أسرتي الحرام، فوالدي يعمل في مجال الفن والحفلات، فأنا أشاركهم في المأكل والملبس، حاولت الفصل في المعيشة لكني لم أستطع، وهذا الوضع سبب رفض الناس الارتباط بي لسمعة أهلي، وعمل والدي مع أني حاولت إقناعهم عن الابتعاد عن الحرام، وأنا أصلي وأقوم الليل، فهل المال الحرام سبب في عدم استجابة دعائي، ولقد سمعت بأن من نبت من حرام فالنار أولى به، ما ذنبي؟ وماذا أفعل؟ حاولت التغيير فلم أستطع، الدنيا ضيقة علي، أريد حلا لمشكلتي، لا أنا قادرة على تغيير وضع أهلي، ولا أنا قادرة على الزواج وبناء أسرتي الخاصة وحياتي الخاصة، ماذا أفعل. وما موقف الدين مني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج كربك، وأن ييسر أمرك، وأن يصلح والدك، وأن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك... وإن كان الواقع ما ذكر من أنك تنفقين مع أهلك من مالك الحلال، فيكون هذا المال قد اختلط فيه الحلال بالحرام، فمثل هذا المال لا يحرم الأكل منه ولكنه يكره، ولا يحرم عليك الأكل إلا إذا علمت أن الطعام المعين قد اشتري من عين المال الحرام، فيحرم عليك حينئذ الأكل منه.. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 6880.

وليس من شك في أن طيب المطعم من أسباب استجابة الدعاء، وعليه، فإذا أمكنك فصل معيشتك عن أهلك من غير ضرر يلحقك من ذلك فهو أولى، وعلى كل فإننا نوصيك بالرفق بأهلك ونصحهم بأسلوب حسن والاستعانة عليهم بالله تعالى أولاً، ثم بمن ترجين أن يكون له تأثير عليهم، ولا سيما إن كان من أهل العلم.

وأما الزواج فنرجو أن يكون هو المخرج بالنسبة لك من هذا الحال مع أهلك، ولذلك ينبغي أن تجتهدي في هذا الجانب، وأن تستعيني بمن يستطيع مساعدتك في هذا الموضوع، هذا مع العلم بأنه لا حرج على الفتاة في البحث عن الأزواج، كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 18430.

وننبه إلى أن حديث: لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به. هو حديث صحيح رواه أبو داود. وهو من أحاديث الوعيد، ولكن هذا الوعيد قد يتخلف لسبب من الأسباب كالتوبة والمغفرة أو محض رحمة الله تعالى ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني