الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يهم بالزنا مرات لكنه لا يفعل فما حكمه

السؤال

أكرمكم الله وأثابكم على جهودكم المبذولة، وجعلها في ميزان حسناتكم.
أنا عندي سؤال وبصراحة هذا الشيء يسبب لي مشكلة وضميري غير مرتاح. أنا يا شيخ أكثر من مرة تأتيني امرأة وأنا شاب أبلغ من العمر 21 المشكلة أكثر من مرة أهم بها ولكن لا أزني. فهل أعتبر من الآثمين؟ وهل أقدر أن أمنع هذا الشيء الذي يتكرر مرة ثانية معي أرجو الإفادة؟
أكرمك الله ومشكور على وقتك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الزنا من الكبائر التي تجلب غضب الله، كما أنه جريمة خطيرة لها أثارها السيئة على الفرد والمجتمع قال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا . {الإسراء:32}.

أما عن سؤالك، فإن كنت تقصد بالهمّ فعل بعض مقدمات الزنا، فلا شك أنّك تأثم بذلك، بل ذلك قد سمّاه النبيّ صلى الله عليه وسلم زنا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.

وأمّا إذا قصدت به أنك تعزم على الفعل ثم يحول شيء دون إتمامه، فهذا تؤاخذ عليه لكن دون إثم الفعل المحرّم نفسه، وإذا تركته لله فإنّك تؤجر على ذلك، وأمّا إذا كنت تقصد بالهمّ مجرد التفكير دون العزم فهذا لا يؤاخذ العبد عليه، وانظر الفتوى رقم: 20456.

لكن ننّبه إلى أنّ الخلوة بالأجنبية حرام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ. متفق عليه.

وأما منع تكرار هذا الأمر فهو ممكن إذا التزمت حدود الله واعتصمت به، فالواجب عليك أن تقطع علاقتك بتلك المرأة إن كنت تقصد امرأة معينة، وأن تتجنب الخلوة بالنساء الأجنبيات، والكلام معهن بغير حاجة، وتحرص على غض البصر، وعليك بالزواج إذا لم تكن متزوجاً، فإذا كنت لا تقدر عليه، فعليك بالصوم مع حفظ السمع والبصر، والحرص على مصاحبة الصالحين وحضور مجالس العلم والذكر، والبعد عن رفقة السوء ومجتمعات المعاصي.

ولمعرفة ما يعينك على غض البصر والتغلب على الشهوة نوصيك بمراجعة الفتويين رقم: 36423، 23231.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني