الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخيل غير الزوجة عند الاستمتاع هل هو محرم أم مكروه

السؤال

قال د محمد بكر إسماعيل، جامعة الأزهر في كتابه بين السائل والفقيه ص270 في حكم تخيل الزوج أو الزوجة أنه يجامع غيرها: بأن هذه المسألة فيها نزاع بين العلماء والأصح الذي عليه الجمهور أنه مكروه كما قال ابن القيم في بدائع الفوائد ج4 ص130 بينما ذكرتم خلاف ذلك فأي الرأيين صحيح ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمسألة تخيّل الزوج عند جماع زوجته صورة امرأة أجنبية، وكذلك تخيّل الزوجة عند جماع زوجها لها صورة رجل أجنبي، قد اختلف في حكمها العلماء فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من كرهه، ومنهم من قال بالتحريم وهم الأكثر، وقد ذكر ابن القيّم في بدائع الفوائد عند الكلام على حكم الاستمناء كراهة هذا الأمر ولكنّه لم يذكر أنّ هذا هو قول الجمهور، وقد سبق بيان أقوال العلماء وتفصيل المذاهب في المسألة في الفتوى رقم: 15558

وننبه إلى أنّ هذا الأمر قد يكون مدخلاً من مداخل الشيطان، فهو يسعى بكل طريق للإفساد بين الزوجين وتزهيد كل طرف في الآخر وتزيين ما حرم عليه، والعاقل يحذر من كيد الشيطان ومداخله ويقطع عليه كلّ طريق لغوايته، فينبغي حفظ الخواطر عن مثل هذه الأمور حتى لا يفسد القلب ويجترئ على الحرام.

قال ابن القيم :

قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال وهي شيئان: أحدهما حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء لأنها هي بذر الشيطان، والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات، ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال. طريق الهجرتين.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني