الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من قوامة الرجل كف زوجته عن مشاهدة المسلسلات المحرمة

السؤال

هل ترك المسلم زوجته تتفرج على التلفاز وما يحتويه من مسلسلات وأفلام يحاسب عليه يوم القيامة؟ وهل المرأة بمشاهدتها للكم الهائل من الممثلين وكل ما يرد في التلفزيون من صور لرجال أجانب عليها يعتبر دياثة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ. {التحريم:6}.

وقد جعل الله للزوج حق القوامة على زوجته، والقوامة تعني رعاية المصالح الدنيوية والدينية، فمن القوامة أن يحملها على أداء الفرائض واجتناب المحرمات، قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ. {النساء:34}.

قال السعدي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك. تفسير السعدي.

فإذا قصّر الرجل في ذلك وترك زوجته تشاهد ما يعرض في التلفاز من أمور محرمّة، فهو مسؤول عن ذلك ومحاسب عليه، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ........ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ. متفق عليه.

ولا شكّ أن منع الرجل زوجته من مشاهدة هذه الأمور المحرّمة هو من الغيرة المحمودة التي يحبها الله ورسوله ، كما أنّ سماحه لها بذلك ورضاه به، يدلّ على فساد الفطرة وضعف الغيرة على أهله، وذلك يدخل في معنى الدياثة، فالديوث هو الذي يقر الخبث في أهله أو لا يغار على محارمه، ولمعرفة المزيد عن معنى الدياثة وعقوبتها راجع الفتويين رقم: 56653، 31706 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني