الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حق الزوجة في الفراش من أعظم حقوقها على الزوج

السؤال

بعد زواج دام 28 عاما، بدون أي إنذار أو مبررات تزوج زوجي من الخادمة التي تخدم ببيتي، وطلقها بعد6أشهر، ثم تزوج بخادمة أخرى وهو معها الآن ما يقرب من السنتين، ساءت الأحوال ببيتى ومعه ومع أولاده. الآن وصلت معه لمرحلة عدم القدرة على تحمل العيش معه لسوء تصرفاته، ومعاملته وخاصة من ناحيه العلاقة الزوجية، فهو يهجرني بالأشهر وأصبح هذا الشيء لا يهمني، وكل ما يهمني هو أولادي وبناتي، وللعلم لي من الأولاد ولد عمره 15 عاما، وآخر عمره20عاما ويدرس بالخارج، وثلاثة بنات الكبرى 26 ومتزوجه حديثا، وأخرى 24عاما متخرجة من الجامعة، وأخرى بالجامعة، وأنا عمري 44، وهو عمره 50 عاما. وسؤالي: هل يحق لي الانفصال عنه، ويترك لنا البيت ليعيش عندها ويتركني وأولادي أم لا ؟مع العلم بأنه سفرها لبلدها ويسافر لها كل شهرين، ورغم ذلك أظل أنا بالنسبة له لا وجود لي لا يحس بي، مع العلم بأنني كنت له وأولاده كل شيء بحياته. وهل أنا مذنبة إذا رغب في -وهذا لا يحدث إلا كل عدة أشهر مرة- أن أرفض المعاشرة؟ فأنا لست تحت أمره متى رغب أتى ومتى أعرض ابتعد، فكما له مشاعر وأحاسيس ورغبات أنا أيضا لي نفس الذي له. فهل أنا مذنبة إذا أعرضت عنه؟ فالأفضل لي أن أظل بدونه بدلا من أن يأتيني مرة ويمتنع عني ستة أشهر وأكثر. أرشدوني ؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما يفعله زوجك من عدم العدل بينك وبين زوجته الثانية حرام، وهو مما يوجب غضب الله سبحانه وأليم عقابه، ذلك لأن العدل بين الزوجات خصوصا في القسم والمبيت فرض متحتم لا يسع الرجل تركه بحال، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 31514.

ولكن مع هذا فلا يجوز لك أن تنفصلي عن زوجك مطلقا، ولا أن تخرجيه من بيته ما دام ملكا له، ولا أن تخرجي أنت من بيته، فإن الصورة الأولى ظلم وعدوان، والثانية نشوز وعصيان، وكلاهما غي من عمل الشيطان.

وكذا لا يجوز لك أن تمتنعي من زوجك في الفراش فهذا من كبائر الذنوب التي توجب سخط الله وغضبه، وقد بينا هذا في الفتويين رقم: 36830، 121332.

ولكن إن لم ينته هذا الزوج عن جوره وظلمه فإنه يجوز لك أن تطلبي منه الطلاق، لتفريطه في حقك، فإن حق الزوجة في الفراش من أعظم حقوقها على الزوج كما بيناه في الفتوى رقم: 19663.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني