السؤال
1-لو سمحتم أريد أن اعرف هل الاستغفار للميت ينفعه؟
2-هل الاستغفار للغير له صيغة معينة أم أقول استغفر الله وبنية أنه للغير ؟
3-هل يجوز أن أستغفر للحي أيضا؟
4-هل يجوز أن أستغفر لعدد كبير من الناس أي أن أقول أستغفر الله بنية الاستغفار لي ولأكثر من شخص في وقت واحد؟
شكرا وجزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاستغفار ينفع الميت بإجماع العلماء، ومما يدل على ذلك قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ... {الحشر:10}. فهذا دعاء بالمغفرة للمهاجرين والأنصار ممن جاء بعدهم، وهذا الدعاء ينفع قطعا، لأن الله لا يمدح ويقر إلا على الأعمال الصالحة النافعة.
ومما يؤكد نفع الاستغفار والدعاء للميت أحاديث صلاة الجنازة الثابتة في الشفاعة للميت والاستغفار له، وقبول الله عز وجل ذلك من المصلين عليه ممن لا يشركون بالله شيئا، ومن ذلك ما رواه عَوْف بْن مَالِكٍ قال: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَةٍ فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ أَوْ مِنْ عَذَابِ النَّارِ قَال حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الْمَيِّتَ. رواه مسلم.
وصيغة الاستغفار للغير تكون بقولك: اللهم اغفر لفلان، وراجعي فيما ينفع الميت من أعمال الأحياء الفتويين: 3500، 69795.
والاستغفار للحي جائز أيضا بل مستحب، والأدلة على هذا كثيرة، ومن السنة قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ. قَالُوا: وَلِلْمُقَصِّرِينَ، قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ. قَالُوا: وَلِلْمُقَصِّرِينَ. قَالَهَا ثَلَاثًا قَالَ وَلِلْمُقَصِّرِينَ. رواه البخاري ومسلم.
والاستغفار مثل الدعاء وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على دعاء المسلم للمسلم ورغب فيه، ففي صحيح مسلم عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَيِّدِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ.
ويستحب كذلك أن تستغفري لأي عدد شئت من المسلمين، والأفضل أن تستغفري للمؤمنين والمؤمنات على العموم فهذا من كنوز الخير، فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍٍ حَسَنَةً.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني وإسناده جيد. وحسنه الألباني.
وصيغة الاستغفار لك ولغيرك أن تقولي: اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات، أو لفلان وفلانة ونحو ذلك.
وراجعي في الترغيب في الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات والدعاء لهم الفتوى رقم: 74418.
والله أعلم .