السؤال
منذ حوالي 5 سنوات تعرضت لوسوسة شديدة وصعبة إلى درجة أصبحت فيها أشك في كل شيء: في إيماني، في القرآن، في كلام الصحابة، حتى في كلام الناس، ثم انقطعت عن الصلاة لعلي أنسى هذا الوسواس وأرجع، لكن دون جدوى، وفي أحد شهور رمضان قررت أن ألتجئ إلى الله رغم شكوكي به، وصرت أصلي بالليل وأقرأ القرآن رغم وسوستي به وأبكي، وأصبحت لا أريد شيئا من الدنيا، أصبح كل همي: هو أن أعود للإيمان أتذوق حلاوته وانشراحه وبكاءه، وفي أحد الأيام صليت ودعوت وأنا أبكي ثم قلت إن شفيت سأستيقظ طول عمري 3 ساعات قبل الفجر وما كنت أعلم كراهية النذر، والآن ـ والحمد لله ـ شفاني الله من الوساوس وأنا الآن أعمل طول النهار وبين العشاء والفجر حوالي 5 ساعات، وما استطعت الوفاء حتى لو نمت 5 ساعات واستيقظت للفجر، والله لا يفارقني النوم رغم خروجي للمسجد. فهل هذا عذر يقبله الله؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك بالشفاء من هذا المرض الخطير، وعليك أن تحمد الله تعالى وتسأله المزيد من إنعامه والعون على شكره، وقد سبق بيان علاج الشك والوسوسة وترك الصلاة لأجل ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 19691 ، 103400 ، 117216 ، 62683 .
وبخصوص النذر فإن على المسلم الوفاء به على النحو الذي نذره عليه، لقوله الله تعالى: وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ {الحـج:29}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نذز أن يطيع الله فليطعه. الحديث رواه البخاري. إلا إذا عجز عنه فإن عليه كفارة يمين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كفارة النذر كفارة اليمين. رواه مسلم.
فالحاصل أن عليك أن تفي بنذرك إذا كنت تستطيع، فإن عجزت عنه أو شق عليك مشقة لا تستطيع تحملها فعليك أن تخرج كفارة يمين، وهي المذكورة في قول الله تعالى: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ { المائدة:89}. وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين: 28918 ، 47377 .
هذا، وننبه إلى أن الصيغة المذكورة في السؤال ليست نصا في النذر فهي إلى الوعد أقرب منها إلى النذر، فإن كانت هي التي صدرت منك بنصها، ولم تقصد بها أنك تلتزم لله إن شفاك أن تقوم ثلاث ساعات إلخ، فلا شيء عليك.
والله أعلم.