الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طاعة البنت لوالديها في الالتحاق بجامعة مختلطة

السؤال

والداي يرفضان فكرة عدم التحاقي بالجامعة بحجة الاختلاط، مع العلم أنها الوحيدة المتوفرة في بلدنا. وإلى جانب أني متفوقة في دراستي فقد استحال إقناعهما. وقد أشارا لي بأنهما لن يصفحا عني إن خالفتهما لأني بذلك سأحطم قلبيهما وحلم رؤيتهما لي خريجة جامعية. ما العمل و هل مخالفتهما تعتبر من العقوق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن إكمالك للدراسة فيه مصلحة كبيرة لك ولغيرك من المسلمين، إذ لا بد للمسلمين من نساء صالحات متخصصات فيما لا يجوز للرجال الاطلاع عليه خصوصا في مجال التدريس والطب والتمريض، فإذا انضاف إلى ذلك رغبة والديك الشديدة في إكمال الدراسة فهنا يتأكد الأمر بالنسبة لك لما فيه من بر الوالدين وإدخال السرور عليهما، وهو من أكبر الواجبات وأعظم القربات.

يبقى بعد ذلك النظر في المفاسد المترتبة على ذلك من الاختلاط فإنه فساد كبير وشر مستطير، ولكن على أية حال يمكن التحرز من مفاسده، وذلك بارتداء الحجاب الشرعي الكامل الساتر لجميع جسد المرأة بما في ذلك وجهها وكفيها، ثم البعد عن أماكن الاختلاط، وعدم الخلوة بالرجال، بل وترك محادثتهم إلا لحاجة معتبرة، وأن يكون الحديث – إن دعت إليه حاجة - منضبطا بالضوابط الشرعية من ترك الخضوع بالقول ونحوه، ثم بعد ذلك غض البصر عما يثير الشهوات ويحرك الغرائز.

فإذا التزمت الدراسة مراعية لهذه الشروط فستندفع عنك الفتنة إن شاء الله، وبذلك تكونين قد حزت الخيرين وحصلت المصلحتين أعني مصلحة بر الوالدين ومصلحة إتمام الدراسة.

أما إن خفت مع ذلك الفتنة أو الوقوع في المعصية – بعد تمام التحرز والتوقي - فعندها يلزمك ترك الدراسة، ولا تلتفتي لكلام والديك ولا يكون هذا من عقوقهما.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني