الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صور من فتنة المسيح الدجال

السؤال

أريد أن أعرف: أولا: في زمن ظهور المسيح الدجال هل الموتى ينهضون من قبورهم؟ ثانيا: هل كل الناس يعذبهم المسيح؟ ثالثا: هل يحرق من أبى أن يذهب معه من الرجال؟ والنساء هل يفعل معهن نفس الشيء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

أولا: لم يرد دليل فيما نعلم على قدرة المسيح الدجال على بعث الأموات من قبورهم، وإنما ورد أنه يقتل شابا مؤمنا فيما يظهر للناس، ثم يدعي أنه أحياه، ثم يريد قتله بعد ذلك فلا يسلط عليه.

ففي صحيحي البخاري ومسلم: يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه.

وكذلك ورد أنه يستعين بالشياطين لتتمثل في صور لبعض الأموات، كي يظن الناس أنه أحياهم لكنه لم يحيهم في الحقيقة.

ففي سنن ابن ماجه: وإن من فتنته أن يقول لأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك. وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى يلقى شقتين ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن، ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه الله ويقول له الخبيث من ربك فيقول: ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال والله ما كنت بعد أشد بصيرة بك مني اليوم. وضعف هذا الخبر كثير من أهل العلم.

ثانيا: المسيح الدجال لا يفتن ولا يعذب كل الناس، والنبي عليه الصلاة والسلام أرشدنا إلى ما يقينا منه، فمن ذلك التعوذ من فتنته بعد التشهد، والبعد عنه، وقراءة فواتح سورة الكهف عليه لمن أدركه، وكذلك الالتجاء إلى مكة أو المدينة؛ فإن الدجال محرم عليه دخولهما.

وأما السؤال عمن يعذبه المسيح الدجال بالنار فجوابه أنه لا يعذب في حقيقة الأمر أحدا.

ففي صحيح مسلم في قصة المؤمن الذي أبى الإيمان به: فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا، قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين.

ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان: أحدهما رأي العين ماء أبيض، والآخر رأي العين نار تأجج، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه، فإنه ماء بارد. متفق عليه.

ثالثا: لم يرد دليل فيما نعلم على أن المسيح الدجال يحرق من يأبى الذهاب معه، لكن ورد في صحيح مسلم : فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم.

وهذا النص عام في الرجال والنساء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني