الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

في المعاريض مندوحة عن الكذب

السؤال

أشكر الساهرين على هذاـ السايت ـ الذي يفتح لنا باب المعرفة لكل ما يتعلق بديننا الحنيف: الإسلام، فيما يخص سؤالي: فأنا متزوجة وأم لطفل أمر بوقت عصيب ماديا أنا وزوجي لدينا ديون كثيرة و مشكلة في السكن. وقد وعدنا رجل كنا في يوم من الأيام مددنا له يد المعاونة وقد مر عليها زمن، وقد وعدنا ـ وأقسم بالله بالتحريم على نفسه الجنة ـ أنه سيساعدنا في هذه المحنة و سيخرجنا منها مثل ما فعلنا معه من قبل، وحينئذ كذبت على أمي لأنها كانت في حالة انهيار بسببي وسبب حالتي وطمأنتها كذبا أن زوجي سيتلقى نصيبا من مال حلال يمكننا من سداد الدين وشراء منزل، المشكل أن الرجل مازال في وعده و لكن لم يعطنا شيئا وأنا دخلت في دوامة الكذب وراء الآخر لأمي بسبب تأخر هذا النصيب من المال، وأصبحت في ورطة مع أمي لأنني لا أستطيع البوح بالحقيقة لها، لقد دخلت في مجموعة من الكذب لم أكن أريد الأذى، ولكن لربح الوقت لحين أن يساعدنا ذلك الرجل، والحكاية مرعليها الآن سنتان، أحس بالذنب أمام عائلتي وموضعي لم يتحسن، لا أستطيع قول الحقيقة لعائلتي خوفا على أمي، ماذا أفعل؟ موقفي حرج جدا كنت أريد فقط حماية زوجي من الإحراج، ماذا أفعل الآن؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يجعل لكم فرجاً ومخرجاً من كلّ همّ وأن ييسّر لكم أمركم.

أمّا عن سؤالك، فاعلمي أنّه لا يلزمك أن تخبري أمّك بما يمرّ بكما من ضائقة مالية، ولا يلزم من ذلك أن تكذبي عليها، فإنّه بإمكانك استعمال التورية والتعريض دون الكذب الصريح، بأن تقولي كلاماً يحتمل أكثر من معنى تقصدين به شيئاً واقعاً ويفهم السائل معنى آخر، ومثال ذلك ما روي عن النخعي أنه كان إذا طلبه أحد قال لأمته: قولي له اطلبه في المسجد أو خرج: أي في وقت غير هذا.

وكان الشعبي يخط دائرة ويقول لأمته: ضعي أصبعك فيها وقولي ما هو هنا، ونحو ذلك، وراجعي الفتوى رقم:68919.

ونوصيك وزوجك بالتوبة إلى الله وكثرة الاستغفار والإلحاح في الدعاء مع إحسان الظنّ بالله فإنّه قريب مجيب

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني