الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوثيق القانوني للعقود من عوامل حفظ الحقوق

السؤال

سائل يقول: باع أخ لي منزلا لوالدي، ولأن تكاليف نقل الملكية مرتفعة، وباقتراح من الموثق تم كتابة العقد على أساس هبة، وقمت أنا بالإجراءات القانونية نيابة عن والدي، و بعد موت الوالد أراد أخي الاستيلاء على المنزل على أساس أنه وهبه لأبي و لم يبعه إياه، وأنا الآن أشعر بأني المسؤول عن حرمان الورثة حقهم، مع العلم أن عملية البيع التي دونت على أساس هبة تم فيها استلام مبلغ البيع بوجود شهود، فما قول الشرع في هذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يشترط لنفاذ البيع شرعاً أن يتم توثيقه قانونيا، وإن كنا ننصح بالتوثيق القانوني للعقود حفاظاً على الحقوق، فالواجب على هذا الأخ أن يتقي الله تعالى، ولا يستولي على هذا المنزل الذي باعه وأخذ ثمنه، وليحذر من عاقبة ذلك عليه في دنياه وآخرته، وعلى أخيه الذي يعلم حقيقة الحال أن ينصحه ويستعين بمن له تأثيرعليه، وإن أصر على أخذه فليرفع الأمر للمحكمة الشرعية، ويستعين بالشهود لإثبات وقوع البيع، وإن لم توجد ببلدكم محاكم شرعية جاز له اللجوء إلى المحاكم الوضعية ليطلب منها الحصول على حقوقه وحقوق الورثة بما تقتضيه الشريعة الإسلامية.

وكون هذا الرجل قد قام بالإجراءات نيابة عن والده لا يجعله سبباً ليكون مسئولاً عن حرمان الورثة من حقوقهم، وإنما يجب عليه السعي في رفع الظلم عنهم.

مع العلم أنه حتى على تقدير أن المنزل موهوب وليس مبيعا، فإن الموهوب له إذا تمت حيازته له فإنه يملكه بذلك ، وبالتالي لا يكون من حق واهبه ارتجاعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني