الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

من بعد إذنكم عندي سؤال يقول: أحيانا تأتيني هدايا من أناس بيني وبينهم مشاحنات أو خصومة سابقة أو غيرة أو ـ حتى عدم ارتياح ـ فأقبل تلك الهديا أمامهم لكني أتخلص منها فيما بعد، وذلك لخوفي وشكي من أن يكون فيها أي مكروه، وهؤلاء الناس إما من الأصدقاء أومن العائلة، فهل علي إثم إذا رميت هدية من لا أرتاح له وخاصة إذا كانت مما يؤكل أو يشرب كماء زمزم مثلا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أرشد صلى الله عليه وسلم أمته إلى تبادل الهدايا، فقال: تهادوا تحابوا وتذهب الشحناء. رواه مالك في الموطإ. وقال صلى الله عليه وسلم: لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت. رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: من صنع إليكم معروفاً فكافؤوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه. رواه أحمد.

ولذلك ينبغي للمسلم أن يقبل هدية إخوانه وإذا لم يكن يحتاجها فيمكن أن يهديها لغيره وأن يحملها على الطهارة والسلامة من الأضرار، وخاصة إذا كانوا أقارب أو جيرانا وإذا شك فيها أو خاف منها ضررا فله أن يردها إليهم ويكون ذلك بعد مجاملتهم وشكرهم، حفاظا على الصلة والمودة، فقد نص أهل العلم على جواز رد الهدية وخاصة إذا كان يخشى المنة أو الضرر، كما سبق بيانه في الفتوى: 73422.

ولذلك فالذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو حسن الظن بإخوانك وإذا كنت تخافين أو تظنين ظنا قويا أن في هداياهم ضررا عليك، فلا تقبليها ورديها إليهم ردا جميلا، فإنه لا ضرر ولا ضرار، وإضاعة المال لا تجوز وحتى لا تكون لهم عليك منة أو تلزمك المكافأة لهم على شيء لم تنتفعي به، فإن الحل: عدم أخذ ما يظن أن فيه ضررا لكن لا بد أن يكون هذا الظن قويا ومستندا لأسباب موضوعية فلا يجوز أن يكون مجرد أوهام وواساوس

نسال الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين ويصلح ذات بينهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني