الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفوائد لا تقارن بالمفاسد التي يجرها الاشتراك في تلك المجموعات

السؤال

أنا مشترك في كروب جماعي. يعني ناس يرسلوا لي رسائل بالبريد فمن هذه الرسائل رسائل جنسية وصور إباحية وما إلى هذا، ولكنني أقوم بحذف هذه الرسائل على الفور بمجرد أن افتح الرسالة وأنظر ببداية الموضوع أنه شيء حرام فأحذفه على الفور ولا أشاهده. مع العلم أنهم يرسلون أشياء دينيه وثقافيه وعلمية وأشياء أخرى جميلة، ولهذا أنا باق معهم ولا أريد أن ألغي عضويتي بهذا الكروب الجماعي، لأني استفدت بعض الأشياء الدينيه والدنيوية. فأرجو من سماحتكم أن ترشدوني إلى الحق، هل أحذف عضويتي من هذا الكروب أو أستمر على طريقتي التي هي أن أحذف ما يصلني من رسائل قبيحه على الفور؟ هذا وجزاكم الله عنا كل خير وثبتنا وإياكم على طاعته وابتغاء مرضاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المجموعات البريدية المنتشرة عبر الإنترنت تضم أخلاطاً من الناس مختلفي المشارب والأهواء، وفيهم الصالح والطالح، وإن المشترك في هذه المجموعات يجعل بريده الإلكتروني الخاص مفتوحاً دائماً لاستقبال أي رسالة يرسلها له أي مشترك آخر معه في نفس المجموعة البريدية، مما يجعله هدفاً سهلاً لتلقي النفايات والبلايا التي تفسد عليه دينه وآخرته، فقد تبين يقيناً أن هناك من يستغل هذه الخدمة في نشر الفاحشة بالصوت والصورة بين المسلمين، وأن هناك من يرسل إليهم فيروسات تدمر المعلومات التي على أجهزتهم الشخصية، فضلاً عن اختراقها والعبث بمحتوياتها، نعم هناك من يستغل هذه الخدمة المجانية في الدعوة إلى الله تعالى والدلالة على الخير والتذكير بمواسم الطاعات ونحو ذلك، لكن ما لم يكن في مأمن من هذه المفاسد فإن هذه الفوائد لا تقارن بالمفاسد التي يجرها الاشتراك في تلك المجموعات، والقاعدة أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

وإن كان الله تعالى قد عصمك في المرات السابقة من مطالعة الرسائل الفاجرة، فإن الشيطان قد يغويك في المستقبل ويزين لك مشاهدة الحرام.

والذي ننصحك به هو أن تقطع اشتراكك في تلك المجموعة البريدية من باب حسم المادة، فإن السلامة لا يعدلها شيء، والحازم لا يغرر بدينه. وفي المقابل يمكنك الحصول على رسائل دعوية وفوائد شرعية -بصفة دورية- من خلال الاشتراك في خدمة (القوائم البريدية) التي تقدمها المواقع الإسلامية الموثوقة مثل موقعنا الشبكة الإسلامية، وموقع طريق الإسلام، وموقع صيد الفوائد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني