الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

تناولت فتاة السم على سبيل التهديد بالانتحار وذهبت بعد تناوله فوراً للمستشفى لعمل الاسعافات ولكن لم يتم إسعافها وتوفيت هل تكون ماتت كافرة؟ ما هي الأعمال المطلوبة منا لتشفع لها في القبر والآخرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن مذهب أهل الحق: أهل السنة والجماعة، أن أهل التوحيد لا يخلدون في النار، ولو ارتكبوا ما ارتكبوا من الكبائر، وأن ما ورد في خلود من قتل نفسه في النار، المراد به التهديد والزجر، أو أن المراد بذلك من استحل قتل نفسه، أو غير ذلك من الاحتمالات.
لذا فإن ما أقدمت عليه هذه الفتاة من أكبر الكبائر، وأبشع الجرائم، ولكن مع ذلك تعتبر مسلمة وتجري عليها أحكام المسلمين، فيصلى عليها، وتدفن في مقابر المسلمين، ويشرع الدعاء لها بالمغفرة.
أما بالنسبة للأعمال التي تنفعها في الآخرة فنقول: الاستغفار، والدعاء مما ينفع الميت، وكذلك الصدقة، فقد جاءت الأحاديث بالأمر بالاستغفار للميت، وبالصدقة عنه، مما يدل على استفادته بذلك، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال: "استغفروا لأخيكم وسلوا له بالتثبيت، فإنه الآن يسأل".
وفي صحيح البخاري: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "إن أمي افتلتت نفسها، وأراها لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها؟ قال: "نعم، تصدق عنها".
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني