الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ المال من الزبائن لشراء بضاعة ثم بيعها لهم

السؤال

حلمت اليوم أنني أبصق دماً، وكان تفسير هذا الحلم في كتاب التفسير: أنني أكسب مالاً حراماً، مع العلم بأنني في السابعة عشرة من عمري، وأعمل عن طريق الإنترنت بجمع طلبات الزبونات، ثم أشتريها من الخارج، يعني أنهن يقمن بالدفع أولاً، ثم أقوم أنا بشراء البضاعة. فهل المال الذي يصلني حرام؟ وإن كان كذلك، فكيف يمكنني أن أتخلص منه؟ أي أنه لا يجوز لي أن أشتري به أو أن أتصرف فيه، فماذا أفعل؟ وإن لم يكن حراماً فمن أين يمكن أن أكتسب المال الحلال؟ لأن هذا هو المصدر الوحيد الذي أحصل فيه على المال، وأبي هو الذي يقوم بالإنفاق علي وعلى أخواتي، وما أقوم به أنا هو رغبة في مساعدته على تحمل نفقتنا، لأننا 7 بنات، ولا يوجد بيننا ولد، وهذا حمل كبير على عاتقه، كما أن والدتي لا تعمل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تفسير الأحلام لا يؤخذ من الكتب، بل لا بد في تفسيرها من الخبرة، نص أهل العلم على عدم جواز تعبير الجاهل لها اعتمادًا على الكتب.

قال صاحب نظم محارم اللسان: عبر الرؤى جاهلها لو بالكتب إثم وإثم افتخار بالنسب.

وبناء عليه، يعلم أنه لا يثبت بهذا التفسير للرؤيا شيء، بل إن الرؤيا نفسها لا يعتمد عليها في ثبوت أي شيء، ولكن يتعين حكم ما تعملينه، فإن كنت تأخذين طلبات الزبونات باعتبار أنك ستعملين على جلب طلباتهن وهن يعلمن ذلك، فهذا يعتبر من الجعالة والسمسرة، ويتعين أن تراعى فيه الضوابط الشرعية، فلا بد من تحديد الأجرة، وأن يكون المأخوذ من الزبون هو تكلفة إحضار السلعة فقط، وأن تكون السلعة مباحة، وأما إن كنت تأخذين الطلبات والنقود باعتبارأنك تبيعين لهن، فهذا لا يجوز، لما فيه من بيعك ما لا تملكين، ففي حديث الترمذي: لا تبع ما ليس عندك.

والحل لمثل هذا أن تأخذي الفلوس على سبيل السلم، وتتفقي معهن على البضاعة التي ستدفعينها مقابل السلم.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية: 119712، 120145، 121286، 11368.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني