السؤال
هل قول: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين بعد الانتهاء من صلاة الفريضة بدعة؟ وهل ورد فيها حديث؟ وما درجته خصوصا أنها تقال في المسجد جهرا من طرف المكلف بالمسجد المرجو التوضيح بارك الله فيكم؟
هل قول: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين بعد الانتهاء من صلاة الفريضة بدعة؟ وهل ورد فيها حديث؟ وما درجته خصوصا أنها تقال في المسجد جهرا من طرف المكلف بالمسجد المرجو التوضيح بارك الله فيكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى أبو يعلى في مسنده قال: حدثنا إسحاق، حدثنا حماد، عن أبي هارون قال: قلنا لأبي سعيد: هل حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا كان يقوله بعدما يسلم؟ قال: نعم، كان يقول: سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات.
وقال المُناوي في فيض القدير: ع عن أبي سعيد الخدري، رمز المصنف [يعني السيوطي] لحُسنه.
وهذا الحديث رواه عن أبي سعيد الخدري ـ أيضًا ـ مرفوعًا: ابنُ أبي شيبة في (مصنفه) وعبدُ بن حميد في (مسنده)، وأبو داود الطيالسي في (مسنده) بأسانيدهم.
ورواه الطبراني في معجمه الكبير بسنده عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: كنا نعرف انْصِرَافَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِقَوْلِهِ: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ, وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
ورواه عبد الرزاق في مصنفه بإسناده موقوفًا على علي بن أبي طالب رضي الله تعالى.
هذا، وإن تعدد الروايات والمخارج لهذا الحديث تُشعِر أنه له أصلاً، فضلاً عن توثيق الحافظ الهيثمي لرجال أبي يعلى وتحسين الحافظ السيوطي له.
وعلى هذا فلا بأس بالتعبد لله به، وعلى فرض عدم القطع بصحته فإن باب العمل بالأحاديث الضعيفة ضعفًا يسيرًا في فضائل الأعمال واسعٌ، وتدخل فيه الأذكار دخولاً أوليًا.
والأولى المداومة على ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيح غنية وكفاية عن الضعيف، وانظر الفتويين: 41058، 19826.
بقي أمر وهو حكم اجتماع المصلين على الذكر بصوت واحد، وقد أفاد المحققون من أهل العلم أن التزام ذلك يدخل في عموم معنى البدعة، وانظر الفتويين: 1000، 8381.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني