الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

احتلم فظن أن صومه قد فسد فأفطر

السؤال

لي صديق احتلم خلال نهار رمضان، وعندما صحى من نومه اعتقد أن الاحتلام يفطر فشرب وأكل ـ جهلا ـ لاعتفاده أن الاحتلام يفطر، أفيدونا ماذا يجب عليه؟.
ولكم جزبل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد فرط صديقك تفريطا عظيما حين انتهك حرمة الشهر بتعمد الفطر ولم يرجع إلى أهل العلم فيسألهم عمّا يلزمه، والواجب عليه التوبة النصوح إلى الله عز وجل، وعليه أن يجتهد في تعلم ما يلزمه تعلمه من أحكام الشرع ويرجع فيما أشكل عليه إلى أهل العلم، وأما بخصوص هذا اليوم فإنه يلزمه قضاؤه، لأنه غير معذور في تعمد الفطر لتقصيره في السؤال والتعلم، وقد نص العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ على نظير هذا، فقال بوجوب القضاء على من أكل ناسيا ثم ظن أن صومه قد فسد فتعمد الأكل قال ـ رحمه الله: ذكر لي أن شخصاً في قديم الزمان اشترى عنباً لأهله، وحمله في منديل وهو صائم فنسي وجعل يأكل من هذا العنب وكان الناس فيما سبق ليسوا أغنياء يسهل عليهم الحصول على العنب، وكان هذا الشخص قد اشتهى العنب كثيراً، فلما وصل إلى أهله لم يبق من العنب إلا حبة واحدة، وهو يأكل وهو ناسٍ فقال لما ذكره أهله أنه صائم: إن كان ما أكلت من العناقيد لا يفطر فهذه لا تفطر، وأكلها، فهل يفطر الآن؟ نعم يفطر بالحبة، والعناقيد التي أكل من قبل؟ لا تفطره، لماذا؟ لأنه ناسٍ أطعمه الله عز وجل، لكن هذه الحبة هي التي أفسدت صومه، لكن قال لي بعض الطلبة: لا يفسد صومه على قاعدة أن الجاهل معذور، وهذا جاهل يحسب أن الأول يفسد الصوم فأكل هذه الباقية بناءً على فساد صومه، أظن أن هذا لا ينطبق عليه العذر بالجهل، لأن هذا رجل مفرط، كان الواجب عليه أن يسأل وليس كل من قلنا إنه يعذر بالجهل يعذر في كل حال، إذا كان مفرطاً وقام سبب طلب العلم يجب عليه أن يطلب العلم حتى يتبين. انتهى.

ولا يجب عليه سوى القضاء، فإن الكفارة لا تجب إلا في الفطر بالجماع على الراجح، وانظر الفتوى رقم: 113903.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني