الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الجوائز التي تمنحها المحلات للزبائن

السؤال

سؤالي لفضيلتكم هو: أنا أعيش في ألمانيا وتوجد محلات تجارية تعطي نقاطا للزبائن على المشتريات فمثلا: لكل يورو واحد نقطة واحدة، وعندما يصبح عدد النقاط 200 يحصل الزبون على شيك بمبلغ 2 يورو كهدية وذلك عن طريق اشتراك ببطاقة، وهذا الاشتراك مجانا واختياريا، فهل هذه الهدية حرام أم حلال؟ وإذا كانت حراما، فماذا علي أن أفعل لأكفرعن ذنبي؟ لأنني حصلت على هذه الشيكات عدة مرات.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه المبالغ التي تعطيها هذه المحلات لمن بلغ حداً معيناً من المشتريات هي من قبيل تخفيض الأسعار، ولا حرج في ذلك ما دام الاشتراك مجانياً، وفي بيان جواز مثل هذه الأنواع من التخفيضات يقول الشيخ خالد بن عبد الله المصلح في كتابه الحوافز التجارية التسويقية: التخفيض العادي هو أحد قسمي التخفيض الترغيبي، وهو حسم من سعرالسلع والخدمات يمنحه الباعة للعملاء، وهذا النوع من التخفيضات هو في الحقيقة بيع للسلع أو الخدمات بأنقص من سعر السوق، وذلك جائز لا حرج فيه، وهذا بناءً على القول بأنه يجوز البيع بأقل من السعرالسائد في السوق، فعلى هذا القول تجوز جميع التخفيضات الترغيبية، سواء كان التخفيض كمياً أو انتقائياً أو نقدياً أو تخفيضاً بالقسيمة ـ الكوبون ـ أوغير ذلك، وهذا ما لم يفض هذا النوع من التخفيض إلى محرم كالتغرير بالمشترين أوالمضارة بالباعة الآخرين أوغير ذلك من المقاصد المحرمة، فإنه يكون حينئذ محرماً وممنوعاً سداً للذريعة. انتهى.

وننبهك إلى أن الواجب على المكلف أن لا يقدم على فعلٍ قبل أن يتبين حكمه، خاصة لو اشتبه عليه أمره، جاء في أنوارالبروق في أنواع الفروق لابن الشاط: من القاعدة التي حكى الغزالي في إحياء علوم الدين والشافعي في رسالته الإجماع عليها من أن المكلف لا يجوز له أن يقدم على فعل حتى يعلم حكم الله تعالى فيه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني