الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هذه الحجج لا تبيح الإجهاض

السؤال

حملت زوجتي من باب الخطأ فكنا على وشك أخذ قرار بتأجيل الحمل لمدة عام أو عام ونصف لعدة أسباب.
ما حكم إسقاط الجنين؟ لم يكن من الأسباب الخوف من ضيق الرزق أو أي شىء من هذا القبيل ولكني مصاب بمرض وراثي غير مهلك واحتمال انتقاله إلى الأبناء كبير، وأردت أن أجد الوسائل الطبية لمنع انتقال المرض. مع العلم أن الحمل في الأربعين الأولى.
هناك أسباب أخرى للإجهاض:1-شعوري بأنني أحتاج إلى خبرات حياتية وزوجية لتربية الولد والتدريب على التعامل الاجتماعي والمزيد من النضج العاطفي. فأنا سريع الغضب شديد في غضبي ويبدو أن هذا نتيجة لحالة اكتئاب يسمى عسر المزاج، وأخشى عدم مراعاه الأم من ناحيه الحنان أثناء الحمل فأردت بعض الوقت قبل الحمل سواء للعلاج النفسي أو اكتساب مزيد من النضج في الحياه الزوجيه فأنا لم أتزوج إلا منذ شهرين.
2- أيضا الانتقال إلى سكن ثابت.ضيق وقت الرعايه لأننى في مرحلة دراسة. أخشى أن هذا سوف يجعلني من الآباء الذين لا يربون أبناءهم إنما يكتفون بإطعامهم.
أرجو عدم تجاهل السؤال التالى حتى يطمئن قلبي للفتوى سواء بتحليل الإجهاض أو تحريمه.
ما هو منشأ الخلاف في الاجهاض قبل نفخ الروح أو في الأربعين يوما الأولى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن إجهاض الجنين في مختلف مراحل حياته محرم على الراجح من أقوال أهل العلم، وقد بينا ذلك بالفتوى رقم: 46342 . وقد ضمناها خلافهم في حكم الإجهاض قبل نفخ الروح في الجنين.

وقد نص قرار هيئة كبار العلماء رقم (140) الصادر في الدورة التاسعة والعشرين على ما ‏يلي:‏

1- لا يجوز إسقاط الحمل في مختلف مراحله إلا لمبرر شرعي وفي حدود ضيقة جداً.

2- إذا كان الحمل في الطور الأول وهي مدة الأربعين وكان في إسقاطه مصلحة شرعية ‏أو دفع ضرر متوقع جاز إسقاطه، أما إسقاطه في هذه المدة خشية المشقة في تربية الأولاد أو ‏اكتفاء بما لدى الزوجين من الأولاد فغير جائز.

والذي يظهر لنا -والله أعلم- أن هذه الأسباب التي ذكرت لا تسوغ إجهاض هذا الجنين:

أما السبب الأول وهو أمر المرض فيبقى احتمالا، وتصريف الأمور بيد الله تعالى ومن قضائه وقدره، فقد لا يمرض هذا الولد أصلا، وكم من مريض أنجب صحيحاً، وكم من صحيح أنجب مريضاً.

وأما السبب الثاني وهو الغضب فأمر يمكن تلافيه، وهنالك أسباب لعلاج الغضب وسرعة الانفعال بيناها بالفتوى رقم: 58964.

وأما السبب الثالث وهو أمر السكن فلا يبرر الإجهاض فهنالك كثير من الناس ليس لهم سكن ثابت ومع ذلك يستطيعون رعاية أبنائهم وتربيتهم تربية حسنة.

وأما ضيق الوقت والانشغال بالدراسة فلا يسوغ الإجهاض، وتربية الأولاد والرعاية من الأمور المتبادلة بين الأب والأم.

فالذي ننصحك به أن تترك الأمر لله وأن تستعين به سبحانه وتتضرع إليه أن يولد هذا الولد معافى وأن ينشأ صالحا. قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ . {غافر:60}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني