الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الطلاق لكذب الزوج وسرقته لها واتهامها بما هي منه بريئة

السؤال

أنا معلمة عمري ( 35 سنة) أعمل بدولة عربية منذ (5 سنوات)، متزوجة قبل سفري لتلك الدولة بشهرين زواج تقليدي ودون اقتناع بالشخص، زواج فقط لاعتقاد أهلي بأن قطار الزواج سيفوتني ولأنني لاحظت أنه كثير الكذب ودائما يتكلم بحوارات من خياله واستقدمته بعد سفري وتكلفت بإيجار شقة وفرشها وأقمنا مع بعضنا ورزقنا بحبيبة الآن عمرها (3 سنوات 6شهور)، وفاض صبري عليه من كثرة ما يكذب ويحكي عني لأي من أزواج زميلاتي وجيراني وأي إنسان يحاكي بأكاذيب، وبالطبع الكلام يصلني وأواجهه فيحلف، إلى جانب أنه يأخذ نقودي من حقيبتي بدون علمي، وعند ما أسأله يحلف ورأيته بعيني كثيراً وأيضا يحلف بالرغم أنه يشتغل الحمد لله وأنا لم أطالبه بالمساعدة في البيت ولم يهتم بابنتنا الوحيدة، ومرت الأربع سنوات على هذا الوضع وأشكو لأهلي فقالوا له انزل معها في الإجازة لنتفاهم علما بأنه لا يريد أن يسافرمعنا في الإجازات ويجلس يشتغل وأحجز له معنا لكي أرغمه على السفر معنا أيضا فلا يطيع، واضطررت لترك ابنتي عند والدي وأنا فى غاية الأسف والألم وبرأي أهلي أجلس في سكن المعلمات ليجعلوه يهتم، ورجعت من إجازتي لسكن المعلمات وبعدها توجهت لصديق والدي مقيم بنفس الدولة التي أعمل بها لكي يأتي معي لبيتي الذي تركته لأحضر ملابسي وما يخصني وابنتي ونعرفه بأنة لازم يرجع لبلدنا ليتفاهم مع والدي ويحضر ابنتنا وإلا فإنني سأقيم بسكن المعلمات ولن أعيش معه لأن الناس الذين يتوسطون لحل مشاكلنا سئموا منه، فوجئنا بأنه يذهب إلى الشرطة ويدعي بأنني والشيخ وزوجته وصديقة أخرى لي ذهبوا معنا للتفاهم معه بأنهم ضربوه وسبوه وأنني سرقت ألف ريال من المنزل وبطاقته، وكتب محضرا وظلينا بالشرطة للساعة2 بعد منتصف الليل وذهب الشرطي للمعاينة ولم يثبت كسرا للباب، حاولت أخذ أغراضي قالوا يبقى الوضع على حالته لحين العرض على النيابة وحجزوا جواز سفري وبطاقات إقامة صديق والدي وزوج زميلتي المتدخلين بالخير، وفي صباح اليوم الثاني قبل التحقيق حاولت عرض مبلغ عليه للتنازل ولكي لا نعرض الآخرين للمساءلة فرفض وكان ينوى الشر والحمد لله دخلنا للتحقيق وأثبت للضابط امتلاكي لكل ما فى البيت، وشرح الشيخ صديق والدي الأمر وأعطاهم الضابط بطاقات الإقامة وسلمني جوازسفري وحذر زوجي من افتعال مثل هذه الشكوى الكيدية، ولم يرض زوجي ما حدث بل توجه للتربية والتعليم يقدم طلب إنهاء خدمتي واتهمنى بأنني رميت ابنتي وأهلى غير حريصين عليها وأنني أريد إحضار أبي أو أشقائي للعمل وهذا معارض للقوانين المعمول بها، والحمد لله أخبروني في التربية بما حدث وأنهم لا يهتمون برسالتة حيث أنني معارة من قبل الوزارتين المقيمة بها وبموطني الأصلي، ولأن المصائب لا تأتي فرادى زميلة من ذوى النفوس الضعيفه وبيننا خلاف أخبرت مسؤولي السكنات بأن زوجي موجود بنفس المنطقة ولأني مستقدمة عن طريق التربية فلا يجوز أن أجلس بسكن المعلمات واضطررت لإحضار تذكرة طيران له وللأسف لغيت كفالته من التربية وألزم سفره لموطننا والحمد لله سافر وأتى بعد 10 أيام ووفقه الله بعمل كفالة أخرى ولكن بطريقة التضليل والكذب على شخص عمل له كفالة ورجع لنفس المنطقة لينشر عني كلاما كاذبا يسيء لسمعتي، وعندما وصل لكفيلة الموضوع كاملاً توسط ومعه شخصية محترمة وله وظيفتة المرموقة بالتربية ليتوسطوا بيني وبين زوجي للصلح وتعهدوا لي بأنه سيلتزم وأعطيه فرصة أخيرة من أجل الطفلة، ووافقت وبدأت فى عمل أوراق ابنتي لتأتي وفرحت لأني كأنني ميتة بدونها وحدث غير المتوقع وهو أن كفيله استغنى عن خدماته بسبب كذبه عليه فى كل ما قاله والذي بناء عليه احتضنة وتكفل به، والآن مصمم كفيل زوجي على تسفيره وبالتالي توقف استقدام ابنتي وأنا فى غاية الحيرة زوجي ما عنده استعداد للإقلاع عن الكذب وما زال يتحدث عني بافتعال ما يخالف الأخلاق وأسأل الله العظيم أن يتوب عليه من الكذب، وأنا الآن أستاذي العزير أفكر في الطلاق منه وبالفعل رفعت دعوى تطليق للضرر بموطننا حيث إنه يسيء لسمعتي ويسبني ودائم الكذب عني وعلي وغير أمين على بيتي ومالي. فما رأيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الكذب والسرقة واتهام المسلمين بما هم منه براء كل ذلك من كبائر الذنوب التي توجب سخط علام الغيوب، وما دام زوجك على هذه الحال من إقامته على هذه الكبائر برغم كثرة النصح له منك ومن غيرك فلا حرج عليك في طلب الطلاق منه بل قد يكون هذا هو الأولى والأفضل، فإن إقامتك معه على هذه الحال يلحقك بها الضرر، وقد نص العلماء على أن الضرر يبيح للزوجة طلب الطلاق، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 99779.

بالإضافة إلى أن فعله لهذه المنكرات قد أوجب له الفسق، وفسق الزوج يبيح للمرأة أيضاً طلب الطلاق من زوجها خصوصاً إذا بذلت جهدها في استصلاحه ولم يستجب.

جاء في الإنصاف: إذا ترك الزوج حق الله فالمرأة في ذلك كالزوج فتتخلص منه بالخلع ونحوه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني