الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في الانتفاع بالقنوات الفضائية في حدود ما أباحه الله

السؤال

جزى الله المشايخ خير الجزاء وبارك الله فيهم ونفع بهم، وللأسف الشديد أن بعض الدعاة أساءوا إلى سمعة المشايخ و الدعاة وأهل العلم، أذكر قبل فترة وجيزة أن بعض طلاب العلم كما يسمون أنفسهم يعنفون علينا في إدخال القنوات، ثم لحرص أبناء عمومتي الشديد وللمقاطعة الشاملة التي تعرضوا لها من قبل بعض طلاب العلم لأنهم كانوا يملكون دشا أحرقوه عن اقتناع، أما أنا من تلك الفترة لحد الآن والحمد لله اقتنعت ولم أدخله بيتي عن قناعة واستغنيت وأستفيد من إذاعة القرآن والأشرطة السمعية وعودت أهلي عليها ولكن وفجأة وبدون مقدمات فإذا الشباب ( المطاوعة ) الذين قطعوا علاقاتي بالأمس إذا هم قد أدخلوا عربسات والعربية وو وو . والآن بعضهم منهمك ومدمن مباريات وأفلام إسلامية وعندما أسأل الواحد منهم يقول لي قناة كذا وكذا الإسلامية لو كنت تريد تلك القناة لجلبت الطبق الخاص بها. وما لك اليوم ترد الاعتذار الذي لم تقبله مني مع أنك محسوب على الدعوة وأنا إنسان عامي, ليست مشكلة إذا قال الشخص أنه فيه السم والدسم وسلاح ذو حدين لكن المشكلة ممن أقام الدنيا وأقعدها من أجل ذلك ثم ما لبث أن صار من أهل الأغاني التي يسمونها أناشيد إسلامية بالإيقاع والمسلسلات التي يزعم بعض ( الدعاة ) - إلا من رحم الله - رغم أن بعض الأناشيد هي أشد من الغناء، وبعض المسلسلات التي يسمونها إسلامية وفيها من الفتنة وصور النساء ما الله به عليم. فلماذا التناقض ولماذا حلال عليهم حرام عليهم؟ أم هم يحسنون إجادة الأعذار فلا والله نوقفهم يوم القيامة أمام الله فلا ينفع العذر
أحرام على بلابله الدوح أحلال للطير من كل جنس
فاحترت، وربما صح كلام بعض الناس في أن بعض الدعاة للأسف ..... لن أكمل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن المعلوم أن الأطباق وغيرها من وسائل الإعلام الحديثة إنما هي آلات لا يحكم عليها بحل أو حرمة، وإنما الشأن فيما تستعمل فيه، ومعلوم أن القنوات الشرعية الطيبة لم تكن لها وجود بين القنوات الفضائية في بادئ الأمر، فكان من يدخل إلى بيته هذه الأطباق يعرض نفسه وأهل بيته إلى الفتنة وإلى مفاسد راجحة على المصالح. أما وقد تعددت القنوات الطيبة النافعة، فليس هناك من حرج في الانتفاع بتلك الأطباق في حدود ما أباحه الله، إذا علم من نفسه أنه سيلتزم بذلك، وعليه فلا يحكم بالتناقض والانتكاس ضرورة على كل من كان يمتنع من إدخال الطبق في بيته سابقا، ثم أدخله بعد ذلك مراعيا الضوابط الشرعية. وانظر الفتوى رقم: 119758، وما أحيل عليه فيها.

وإن كان هناك من انتكس وصار يشاهد المحرمات والتهى بها عن ذكر الله، فلا شك أنه مفتون، والحي لا تؤمن عليه الفتنة، إلا أنه لا يجوز أن يعمم هذا الوصف على كل من فعل ذلك، كما لا تجوز إساءة الظن بكل من أدخل منهم هذا الجهاز، بل الأصل إحسان الظن بالمسلمين، لا سيما أهل الفضل والصلاح.

وبخصوص مشاهدة المباريات فقد سبق بيان ضوابطها في الفتوى رقم: 453 وراجع في شأن الأناشيد الفتاوى أرقام: 2351، 125271، 119882.

أما معيار الحكم على المسلسلات والأفلام بأنها إسلامية فهو انضباطها بضوابط الشرع، وليس مجرد كونها تحكي قصة إسلامية، وانظر الفتويين: 42540 ، 127577.

وختاما، فلا شك أنه ينبغي على الدعاة إلى الله أن يأخذوا أنفسهم بعزائم الأمور وأن يحرصوا على معاليها، فإن شأنهم في ذلك ليس كشأن غيرهم.

قال ابن القيم في مدارج السالكين: قال لي يوما شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في شيء من المباح : هذا ينافي المراتب العالية، وإن لم يكن تركه شرطا في النجاة، أو نحو هذا من الكلام، فالعارف يترك كثيرا من المباح إبقاء على صيانته ولا سيما إذا كان ذلك المباح برزخا بين الحلال والحرام فإن بينهما برزخا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني