الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكفار داخلون في عموم المغضوب عليهم والضالين

السؤال

دائماً ما نقرأ نحن المسلمين سورة الفاتحة في جميع صلواتنا، ولم يلفت هذا الأمر انتباهي إلا منذ أسبوع.
الله سبحانه وتعالى بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشيراً ونذيراً للعالمين، وأول من دعاهم إلى الإسلام هم أهله وعشيرته الذين هم بالأصل (مشركون) ثم شيئا فشيئا القبائل والرؤساء.
الأمر الذي لفت انتباهي أن الله سبحانه وتعالى ذكر في آخر السورة اليهود والنصارى (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ولم يربط ذكر المشركين بهم، رغم أنهم أول من بٌعث لهم محمد صلى الله عليه وسلم، وأيضا قرأت ذكر أهل الكتاب مع المشركين في سورة البقرة وسورة البينة في آية واحدة.
فهل هناك من حكمة أرادها الله سبحانه من عدم ذكرهم في سورة الفاتحة؟
شكراً لكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الكفار يدخلون في عموم المغضوب عليهم والضالين لنص عدة آيات من القرآن على غضب الله عليهم وضلالهم مثل قوله تعالى: وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ {الفتح: 6}.

وقوله تعالى: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:106} وقوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا {النساء: 167}.

وإذا كان الشارع قد شدد في البعد عن اتباع سنن اليهود والنصارى فقد شدد كذلك في عدم اتباع سنن ومختلقات المشركين العرب، ويتجلى ذلك في مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الحج فقد نهى أن يطوف بالبيت عريان وخالف قريشا في الذهاب لعرفة وانطلق من مزدلفة قبل طلوع الشمس، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه جاء رجل فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد قالوا لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا لا، قال: أوف بنذرك. رواه أبو داود وصححه الألباني

وقد ألف أبو المعالي الألوسي كتابا في هذا سماه مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني