الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التغيب والتهرب من العمل

السؤال

1-ما هو حكم التغيب عن العمل و التهرب منه خاصة و أن المتغيب شخص ملتزم بالدين و يدعو الجميع إلى الصلاة و لكنه دائم الغياب عن عمله و غالباً ما يتنصل من عمل واجباته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن العامل يجب عليه القيام بعمله الذي التزم به ووقع به عقداً مع طرف آخر حسب العقد، وحسب الشروط المتفق عليها، فالعقد يجب الوفاء بكل مقتضياته، لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)[المائدة:1] ولقوله صلى الله عليه وسلم: "المسلمون عند شروطهم" فالتغيب عن العمل بدون إذن صاحبه أو الجهة المسئولة عنه أمر غير جائز شرعاً، لأنه إخلال بالعقد الذي اتفق عليه، وأمر الله بالوفاء به.
فالعامل يجب عليه الحضور في مكان عمله في الوقت المحدد لذلك، ومزاولة عمله الذي يختص به طيلة وقت العمل المتفق عليه، لأن هذا الوقت حق لصاحب العمل وهو في مقابل الراتب الذي يأخذه العامل. فهذا حكم أي عامل، سواء كان ملتزماً بالدين أو غير ملتزم به، ومخالفة الأحكام الشرعية لا تجوز للملتزم ولا لغيره، وإن كانت في حق من يلتزم بالدين ويظن به الخير أقبح وأشنع، فعلى هذا الشخص أن يتقي الله تعالى ويقوم بالعمل الذي التزم به، ولا يتغيب عنه إلا بإذن صاحبه، أو بضرورة ملجئة كالمرض الشديد ونحوه.
وراجع الجواب رقم:
1980
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني